بقلم د.أسامة الغزالي حرب
«الروس قادمون..الروس قادمون» هو اسم لفيلم كوميدى أمريكى ظهر فى عام 1966 ، أى فى قلب فترة الحرب الباردة بين روسيا الشيوعية وأمريكا الرأسمالية، شاهدته فى القاهرة ربما عام 1967 وكان يدور حول تصور جنوح غواصة روسية قرب إحدى الجزر الأمريكية مما دعا قائدها إلى إرسال مجموعة من بحارتها للنزول إلى شاطئ الجزيرة طلبا للمساعدة...إلخ .
غير أننى هنا لا أتحدث عن هذا الفيلم ، وإنما أتحدث عن الجهود المضنية التى يبذلها مسئولون مصريون لعودة السياحة الروسية، وعلى رأسهم بلاشك شريف فتحى وزير الطيران، والسبب بسيط جدا ومؤلم جدا وهو أن توقف السياحة الروسية كان بسبب كارثة الطائرة الروسية، التى سقطت فوق سيناء يوم 31 أكتوبر 2015 واستنتجت جهات التحقيق وجود شبهة جنائية فى سقوط الطائرة وبالتالى احتمال أن يكون الحادث لقصور أو تراخ فى نظام الأمن فى المطار الذى أقلعت منه الطائرة، أى مطار شرم الشيخ. ووفق ما تابعت، لا شك أن جهودا هائلة بذلت من جانب السلطات المصرية، وعلى رأسها بالطبع وزارة الطيران، لإحداث تغيير جذرى فى نظم الأمن على نحو يقنع شركات الطيران التى أوقفت رحلاتها إلى بعض المطارات المصرية، خاصة مطار شرم الشيخ.
وقد قرأت ان وزير الطيران شريف فتحى بذل جهودا كبيرة لإطلاع الجانب الروسى على تفاصيل التطوير المهم فى نظم التأمين بالمطارات المصرية بما فى ذلك الاستعانة بأحدث أجهزة التفتيش على الحقائب وعلى الأمتعة والمعادن والأبخرة ...إلخ، ذلك مجهود طيب وجاد من وزير الطيران يستحق الإشادة، ولو أننى أقول له أيضا إن جوهر التغيير المطلوب لا يتعلق فقط بالأجهزة والمعدات وإنما بالبشر، أى جميع العاملين والموجودين بالمطارات وحسن انتقائهم وإعدادهم و تدريبهم، و جدية الإشراف عليهم!