بقلم: مكرم محمد أحمد
ثمة قاعدة أخلاقية تكاد تصل فى مصداقيتها إلى حكم القانون، مفادها أن التوفيق الإلهى يكون فى الأغلب من نصيب هؤلاء الذين يؤدون واجبهم وينهضون بمسئولياتهم على نحو صحيح، لأن من جد وجد ولأن عناية السماء لا تخيب أجر من أحسن عملا، وأظن أن هذه القاعدة تصدق تماما على الأداء المصرى فى حادث اختطاف طائرة مصر للطيران إلى قبرص التى انتهت بخير وسلام، وأحدثت نتائجها ارتياحا وطنيا وعالميا يبشر بقرب عودة السياحة إلى مصر،لأن الجميع وعلى جميع المستويات أدى واجبه على النحو الأكمل، ابتداء من إدارة الأزمة التى تمت بعقلانية رشيدة ودون ضغوط انفعالية، إلى نهوض المسئولين عن المراقبة والتفتيش فى مطار برج العرب بواجبهم على نحو دقيق يوافق المعايير الدولية، رفع عن العنصر البشرى المصرى شبهات التسيب والاهمال، إلى طاقم الطائرة الذى حافظ على ثباته الانفعالى وواجه الأزمة بحرفية عالية.
وأعتقد أن من حسن الفطنة أن نتأمل جيدا فى مغزى محاولة اختطاف طائرة مصرية، تعمل على شبكة الخطوط الداخلية لعل فرص النجاح تكون أكبر!، فى هذا التوقيت الدقيق حيث يتطلع الجميع إلى قرب عودة خطوط الطيران المقطوعة وعودة السياحة لمصر، وإرغامها على تغيير مسارها إلى تركيا دون غيرها من البلاد، لولا اعتذار قائد الطائرة بأن مالديه من وقود يكاد يكفى للهبوط فى قبرص..، وجميع هذه الظروف ترجح أن ما حدث عمل مخطط مأجور فى توقيت صحيح، هدفه إفشال كل جهد مصرى لاعادة السياحة إلى مصر، فى ظروف تعانى فيها البلاد نقصا حادا فى العملات الصعبة رفع سعر الدولار فى السوق السوداء إلى عشرة جنيهات!،خاصة أن صحيفة سوابق الخاطف تؤكد انه ليس دون الشبهات، سجن أكثر من مرة، ولا يتورع عن ارتكاب جرائم الاحتيال والنصب وإصدار شيكات دون رصيد، بما يكاد يقطع بأننا إزاء عملية تآمر شرير، ولسنا إزاء شخص مختل السلوك لا يملك دوافع حقيقية لارتكاب الجريمة!.
وتبقى ملاحظتان صغيرتان هدفهما الوصول إلى المزيد من الجودة والإتقان، أولاهما،لماذا لم يتحسس من فتش هذا الشخص بخبرته وجود حزام على بطنه حتى لو كان حزاما طبيا؟!، والثانية، كيف يمكن السماح لراكب له هذا القدر الوافر من السوابق بركوب الطائرة على خطوط داخلية او خارجية، إلا ان تكون الخطوط غير واصلة بين اجهزة الرقابة فى المطار وسجلات مصلحة تحقيق الاحوال الشخصية والمدنية!.