بقلم: مكرم محمد أحمد
يعتقد رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أن العراق يقدر على دحر تنظيم داعش وطرده من كافة أراضى العراق فى غضون العام القادم..، وأظن ان ما يأمل فيه رئيس الوزراء العراقى يدخل فى نطاق الامر الممكن الذى تعززه القدرة المتزايدة لقوات الجيش العراقي، وتؤكده الهزائم المتتالية التى أدت إلى تراجع داعش على نحو مستمر منذ تسعة اشهر، حيث يتم طرده تباعا من عدد من المواقع والاماكن والمدن الحيوية فى العراق دون ان يتمكن على امتداد هذه الفترة الزمنية من استعادة اى من المواقع والاراضى التى فقدها!، بما يؤكد انحسار قدرة التنظيم وضعفه المتزايد الذى توثقه شهادات مراقبين عسكريين امريكيين يتابعون ما يجرى فى العراق، تؤكد ان مقاتلى داعش يهربون من مواقعهم الامامية،وان قيادات التنظيم الارهابى تعانى من انخفاض الروح المعنوية نتيجة عمليات التصفية الجسدية التى تطال معظمهم..،وثمة ما يؤكد ان عملية تحريرمدينة الموصل باتت وشيكة، وان القوات العراقية نجحت فى تطهير معظم القرى والبلدات الصغيرة فى محيط المدينة من عناصر داعش دون مقاومة تذكر!.
وما يحدث فى العراق يكاد يتكرر فى سوريا، حيث تعانى داعش من هزائم مستمرة تجبرها على إخلاء مساحات شاسعة من الاراضى السورية بما فى ذلك مواقع استراتيجية مهمة آخرها مدينة تدمر بآثارها التاريخية، من خلال زحف القوات البرية السورية يساندها سلاح الجو الروسى الذى يتواصل بعد تدمر بهدف قطع طريق الامدادات الرئيسى إلى باقى المناطق السورية التى تحتلها داعش فى محافظة دير الزور وبينها حقول البترول شرق سوريا، والواضح ايضا ان الطريق سالكة لاستعادة مدينة الرقة السورية التى اعلنها أبوبكر البغدادى عاصمة لداعش وسط بادية الشام، وكما هو الحال فى العراق لا يبدو ان هناك مصاعب ضخمة تمنع طرد داعش بصورة نهائية من الاراضى السورية.
وبرغم هذه التوقعات المتفائلة بقرب نهاية داعش فى كل من العراق وسوريا التى تدخل فى نطاق الامر الممكن، يسيطر الكثير من الغموض والقلق مصير بعض المناطق المحررة سواء فى العراق او سوريا، حيث تطمع كردستان العراق فى ان تستولى على مدينة كركوك لتصبح عاصمة لها بدلا من اربيل، ويتطلع أكراد سوريا إلى منطقة حكم ذاتى على الحدود السورية التركية تكون كوبانى عاصمة لها، ويتربص الاتراك بمدينة الموصل إلى حد يفرض على الجميع هذا السؤال المهم، ماذا بعد داعش؟!.