نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها

 فلسطين اليوم -

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها

بقلم :مكرم محمد أحمد

قد لا تكون قمة دول العشرين الأكثر قدرة واقتصادا فى العالم التى انعقدت أخيرا فى مدينة هامبورج أنجزت الكثير لترميم خلافاتها حول قضايا المناخ والتجارة الدولية، وتقليل الفجوة بين مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة فى قضايا الدفاع والأمن نتيجة تبرم واشنطن من تواضع إسهام الدول الأوروبية فى موازنة حلف الناتو، وضعف حجم الإنفاق العسكرى الأوروبى قياسا على الناتج الوطنى العام لبعض الدول الأوروبية المتقدمة خاصة ألمانيا وعلى ما تنفقه الولايات المتحدة، إضافة إلى رغبة الأوروبيين المتزايدة تحت زعامة المستشارة أنجيلا ميركل فى المزيد من الاعتماد على النفس بعد أن وضح للأوروبيين أن عصر الاعتماد على الولايات المتحدة فى قضايا الأمن والدفاع قد انقضى فى ظل سياسات الرئيس الأمريكى ترامب، الذى تسبب فى المزيد من خيبة أمل الأوروبيين نتيجة انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ!

بحيث أصبحت الولايات المتحدة فى جانب وباقى الدول العشرين فى جانب آخر، بما يضعف الالتزام ببنود الاتفاقية، التى تلزم دول العالم خفض انبعاثاتها الكربونية بنسب محددة، حفاظا على كوكبنا الأرضى من تغيرات المناخ المتسارعة التى أدت إلى تنامى ظاهرات الجفاف والفيضانات والأعاصير وارتفاع مستويات مياه البحار والمحيطات بصورة تهدد باختفاء نسبة غير قليلة من سواحل العالم نتيجة ارتفاع درجة حرارة الكون وذوبان جليد القطبين. لكن قمة العشرين أنجزت رغم انقسامها الضخم حول قضية المناخ واختلافاتها الكثيرة حول قضايا التجارة الدولية هدفين مهمين.

أولهما يتعلق بضرورة أن يتكاتف المجتمع الدولى فى الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه المالية، وإدانة الدول التى لاتزال تمد جماعاته بالعون المادى والمعنوى وتعطيها ملاذات آمنة، رغم وجود بعض المعايير المزدوجة التى تسمح لبعض الدول المارقة مثل قطر بمواصلة دعمها جماعات الإرهاب، ابتداء من داعش إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وصولا إلى جماعة الإخوان، التى تحتضنها قطر وتستضيف قياداتها المطلوبة للعدالة فى مصر، وتمكنها من بوق كاذب ينشر أفكار التطرف والكراهية، يتمثل فى تليفزيون الجزيرة الذى يفتقد كل معايير المهنية والحرفية ليصبح فقط أداة تخدم الإرهاب والتطرف!

ويتمثل الهدف الثانى الذى تحقق فى قمة العشرين فى إطلاق الحوار بين روسيا وأمريكا بعد فترة طويلة من تدهور العلاقات بينهما وصلت إلى حافة الخطر فى عهد الرئيس الأمريكى السابق أوباما، ودخلت فى دروب شائكة مع بدايات حكم الرئيس ترامب، بعد أن رصدت أجهزة المخابرات والمعلومات الأمريكية شواهد عديدة تؤكد تدخل الكرملين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة لمصلحة الرئيس الجمهورى ترامب، ورغم استمرار التحقيقات الأمريكية فى قضية تدخل الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، نجح الرئيسان ترامب وبوتين خلال لقائهما فى قمة هامبورج فى التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار فى جنوب غرب سوريا بموافقة الأردن وسوريا وإسرائيل بما يحفظ أرواح السوريين الذين كابدوا عذابات طويلة فى الحرب الأهلية السورية، ويهيئ لسوريا فرصة الاستقرار.

والواضح أن الجانبين الروسى والأمريكى توافقا أيضا على ضرورة أن تغادر أسرة الأسد الحكم فى ختام عملية انتقال سياسى للسلطة تشارك فيها المعارضة والحكومة تتم بعيدا عن بشار الأسد، بما يعنى أن تحسنا ملحوظا طرأ على العلاقات الأمريكية الروسية وأن الجانبين عبرا الأزمة المتعلقة بتدخل الروس فى انتخابات الرئاسة الأمريكية سريعا إلى أن تظهر التحقيقات الأمريكية حقائق جديدة، لكن ما من شك أن توافق الروس والأمريكيين فى هامبورج على تهدئة الأزمة السورية والعمل على تسويتها سياسيا يشكل فى حد ذاته خطوة مهمة إلى الأمام فى الحرب على الإرهاب، لأن تسوية الأزمة السورية يعنى إغلاق المفرخة والحاضنة التى أنتجت الكثير من جماعات الإرهاب ومكنتها من ضرب استقرار الشرق الأوسط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها نجاحات قمة العشرين وإخفاقاتها



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday