بقلم مكرم محمد أحمد
عندما يزداد تدخل الخارج فى الشأن الداخلى لاى وطن عربى يصبح من الضرورى ان يلتزم العرب جانب اليقظة والحذر لان تدخلات الخارج غالبا ما تؤدى إلى المزيد من التمزق والشتات!..، وهذا هوحال ليبيا الراهن التى تعانى تدخلات الامريكيين والبريطانيين والايطاليين والفرنسيين، كل يلعب لحسابه وجميعهم يحتفظون بوجود عسكرى فوق الارض الليبية،ويحاولون الارتباط بطرف محلى ليبى يدعم شرعية التدخل الخارجى فى الشأن الليبي!.
ومع الأسف تكاد تكون مصر وحدها الدولة المعنية بوحدة الارض والدولة الليبية،همها الاول تعزيز عرى الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الشاملة بين شرق ليبيا وغربها وجنوبها بحيث ينتهى تهميش الجميع،ويصبح لليبيا برلمانها المنتخب وجيشها الوطنى الواحد وحكوماتها الموحدة التى تستطيع ان تلم شمل الجميع..، وبرغم توافق دول الجوار الجغرافى لليبيا، مصر وتونس والجزائر والمغرب وتشاد على اهمية استنقاذ ليبيا من ارهاب داعش والحفاظ على استقرارها ووحدتها وامنها لان فى ذلك حفاظا على امن هذه الدول واستقرارها، لاتزال دول الجوار الجغرافى رغم اجتماعاتها المتكررة تتعثر فى التوافق على خريطة طريق واضحة تحد من تدخل كل القوى الخارجية فى الشأن الليبى رغم البيان المهم الذى صدر عن اجتماعها العاشر فى القاهرة يرفض تدخل أى قوة خارجية فى الشأن الليبي. صحيح ان جميع دول الجوار الجغرافى تمنح تأييدها لاتفاق الصخيرات وتعتبره الحل الوحيد الذى يضمن امن واستقرار ليبيا، لكن ماذا يكون الموقف بعد ان وضح للجميع ان اتفاق الصخيرات يعانى بعض الثغرات التى تعيق فرص التوصل إلى حكومة واحدة تلم شمل الجميع، وتعطل اعتراف المجتمع الدولى بضرورة وجود جيش وطنى واحد يحمى امن البلاد واستقرارها..،ولو ان دول الجوار الجغرافى توافقت من اجل مساعدة المؤسسات الليبية خاصة البرلمان على ان يمد يد المصالحة إلى باقى مؤسسات الدولة ويحث الجميع على ضرورة وجود جيش وطنى واحد يدافع عن شرق البلاد وغربها وجنوبها، فربما تختصر ليبيا الزمن والمسافة إلى استعادة وحدتها خاصة ان الجيش الليبى الذى يرأسه المشير حفتر نجح فى تأمين حقول البترول وموانيه وسلم هذه المؤسسات المهمة لاجهزة الدولة كى تديرها، كما نجحت حكومة فايز السراج فى تأكيد التزامها بدولة ليبية واحدة تضم الجميع وتنبذ أى محاولات لاقصاء أى من القوى الليبية،بما يشكل ضمانا كافيا لامكان تحقيق مصالحة وطنية واسعة تعيد إلى البلاد وحدتها وامنها واستقرارها.