سقوط أكبر حزبين عراقيين
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

سقوط أكبر حزبين عراقيين

 فلسطين اليوم -

سقوط أكبر حزبين عراقيين

بقلم - مكرم محمد أحمد

بنجاح برهم صالح رئيساً لجمهورية العراق، وتكليف عادل عبدالمهدى بمهمة رئيس وزراء العراق خلفاً لحيدر العبادى، يكون القطبان السياسيان العبادى فى بغداد رئيس حزب الدعوة، والبرزانى فى كردستان رئيس أكبر حزب كردى قد سقطا سقوطاً مدويا فى معركة انتخابية غير مسبوقة، حصل فيها برهم صالح رئيس الجمهورية الجديد على 219 صوتاً مقابل 20 صوتاً لمرشح زعيم الحزب الديمقراطى الكردستانى مسعود برزانى، وقد كلف الرئيس الجديد للعراق برهم صالح السياسى العراقى عادل عبدالمهدى بتشكيل أول حكومة تكنوقراط عراقية.

ويعد برهم صالح أحد القياديين البارزين فى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذى أسهم فى تأسيسه فى ثمانينيات القرن الماضى، وله سجل مملوء بالأزمات مع حزب البعث العراقى، واعتقل مرات عديدة خلال حكم صدام حسين بتهمة الانتماء لحركات كردية مناهضة لصدام، وغادر العراق متوجهاً إلى المملكة المتحدة حيث أصبح مسئولاً عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد الكردستانى فى لندن ثم فى الولايات المتحدة، وله علاقات قوية بمصر وزار القاهرة أكثر من مرة، وهو أحد كبار الداعمين للعلاقات المصرية العراقية، وفى إطار هذا السياق التقى فى القاهرة وزير الخارجية سامح شكرى رئيس مجلس النواب العراقى الجديد محمد الحلبوسى وقال المتحدث بإسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، إن الوزير سامح شكرى هنأ الحلبوسى بانتخاب رئيس الجمهورية العراقى وتكليف رئيس الوزراء الجديد والتى جرت وسط أجواء تسودها الشفافية والديمقراطية، مؤكداً ثوابت السياسة المصرية تجاه وحدة العراق وسيادته على كل أراضيه، وثقة مصر فى قدرة المؤسسات العراقية على تجاوز جميع العقبات، كما أكد شكرى والحلبوسى أهمية تعزيز أطر التعاون المصرى العراقى فى كل المجالات.

ويمثل برهم صالح ـ الذى تعرفه جيداً معظم الدوائر الأمريكية ـ وجهاً مقبولاً للأمريكيين رغم قلقهم من سيطرة إيران المتزايدة على أوضاع العراق، وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى إنه لم يتحدث مع برهم صالح حتى الآن ويأمل أن يتحدث معه فى أقرب فرصة، وأن يلتزم العراق بكل تعهداته مع أمريكا وأن يتم تشكيل حكومة وحدة ومصالحة وطنية تهتم برفاهية كل الشعب العراقى والحيلولة دون سيطرة إيران على الحكومة العراقية، وتخفيف سطوة الجنرال الإيرانى سليمانى على مؤسسات الدولة العراقية، وكان العراق قد تعرض الشهر الماضى لمظاهرات عارمة ترفض سيطرة إيران على الأحزاب العراقية الكبيرة، وتطالب بإسقاط حكومة العبادى، وساندها بقوة الزعيم مقتدى الصدر، كما ساندهم آية الله السيستانى المرجعية الشيعية الأعلى، وفى تغريدته الأخيرة على تويتر قال مقتدى الصدر، شكراً لكل من وقف إلى جوارنا وفى المقدمة المرجعية الأعلى، لقد تمكنا من جعل رئيس وزراء العراق مستقلاً، بل ومستقيلاً من الفساد الحكومى وأوعزنا له بتشكيل حكومة مستقلة دون ضغوط حزبية أو محاصصة طائفية أو عرقية، كما أوعزنا له عدم ترشيح أى وزير لأى وزارة من جهتنا مهما يكن، وأعطيناه مهلة عام لإثبات نجاحاته والسير بخطى حثيثة نحو بناء عراق جديد وفق أسس صحيحة، ويطالب مقتدى الصدر منذ شهور بحكومة تكنوقراط عابرة للأحزاب وكذلك آية الله على السيستانى أعلى مرجع شيعى وصاحب الكلمة الفصل فى السياسة العراقية، كما أكد المُحلل السياسى العراقى أحمد يونس أن اختيار عادل عبدالمهدى لمنصب رئيس الوزراء يمثل أفضل خيار لإرضاء جميع الأطراف التى كانت على وشك الوصول للصدام واللاعودة، وأن جميع الكتل الشيعية وصلت إلى قناعة بأن استمرار الخلافات يمكن أن يؤدى إلى صراع شيعى شيعى.

وبهذا التشكيل الجديد ليس هناك خاسر أو منتصر فى العراق، والجميع راضون وإن كان التحدى الأكبر أمام رئيس الوزراء العراقى الجديد هو كيفية إبعاد العراق عن السيطرة والنفوذ الإيرانى، وبنفس الوقت عدم الظهور بمظهر الحليف للولايات المتحدة.

وإذا كان اعتدال برهم صالح الذى فاز بالتزكية رئيساً للجمهورية العراقية جعله مقبولاً من النخب السياسية المختلفة فى بغداد وأسهم فى تقليص الخلاف بين أربيل عاصمة الأكراد وبغداد، فإن تكليف رئيس الوزراء العراقى الجديد قد أرضى كل الكتل الشيعية على اختلافها، وحافظ على عرف عراقى مهم، بأن يكون رئيس الجمهورية كردياً ورئيس البرلمان عربياً سُنياً، ورئيس الحكومة شيعيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط أكبر حزبين عراقيين سقوط أكبر حزبين عراقيين



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday