بقلم : مكرم محمد أحمد
تزدحم ادارة الرئيس الأمريكى الجديد ترامب بعدد غير قليل من الجنرلات المتقاعدين يتولون أخطر مهام إدارته، آخرهم الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية جون كيلى الذى اختاره ترامب وزيرا للأمن الداخلى لخبرته فى قضايا الهجرة، ضمن منظومة متكاملة يتولى فيها الجنرال جيمس ماتيوس الشهير «الكلب المجنون» وزارة الدفاع!، ويقوم فيها الجنرال مايكل فلين بمهمة مستشار الامن القومي، إضافة إلى الضابط المتقاعد استيفين بانون الذى يعمل مستشارا للاستراتيجية فى البيت الأبيض.. وثمة تكهنات قوية بأن الجنرال دايفيد بتراوس الذى تولى قيادة قوات الشرق الأوسط يمكن ان يكون وزيرا للخارجية، بينما يتولى الأدميرال البحرى ميشيل روجوز مسئولية وكالة المخابرات المركزية!.
وما يميز هذه الحفنة غير القليلة من الجنرالات، أن معظمهم أمضى أغلب حياته فى حروب متصلة فى الشرق الأوسط، سواء فى العراق أو افغانستان، كما أن جميعهم شارك فى عمليات قتالية مباشرة ضد جماعات الإرهاب، وتكاد تكون ميزتهم الأساسية الانضباط والصرامة وتقديس الواجب، ويحمل جميعهم شهادات تقدير عالية تضعهم فى مرتبة متقدمة من جنرالات المؤسسة العسكرية الأمريكية.
ولا يبدو واضحا الأسباب الحقيقية التى جعلت ترامب اكثر اعتمادا على الجنرالات سوى ما يعلنه معاونوه من أنه يولى اهتماما كبيرا بضرورة التطبيق الصارم لسياساته، خاصة ما يتعلق منها بالهدف الأولى لإدارته محاربة الإرهاب، لكن الأمر الواضح أن ترامب يختط لنفسه نهجا يختلف على نحو جذرى مع نهج إدارة أوباما الذى كان أكثر اعتمادا على قيادات مدنية معظمها من المحامين والأكاديميين والسياسيين تمرسوا فى الخدمة المدنية، لكن يبدو ان ترامب يوجد نظاما جديدا يقوم على قوة القيادة وصرامة التنفيذ.. ولأن مجموعة العسكريين التى اختارها ترامب مشهود لها بالكفاءة والحرفية العالية لم يبد الكونجرس أى ملاحظات، خاصة على غلبة الجنرالات فى تشكيل إدارة ترامب، وان كان البعض يعتقد أنه رغم ما قد يكون هناك من فضائل للعسكريين تتعلق بدقة التنفيذ،لكن عندما ترى الإدارة الأمريكية مشكلاتها ومشكلات عالمها من خلال عيون عسكرية فربما تخطئ التقدير، وربما تجد نفسها وسط أخطاء ضخمة، لكن ما يخفف هذا الإحساس حسن السمعة الذى تتمتع به المؤسسة العسكرية الأمريكية وقدرتها على تخريج قيادات أكثر حزما وانضباطا.. وإذا صح ان السبب الاول لاعتماد ترامب المتزايد على الجنرالات يكمن فى عزمه القوى على محاربة الإرهاب، لا يعود أمامنا سوى أن ننتظر لنرى آثار جنرالات ترامب على أمن العالم واستقراره!.