هل تقع الانتفاضة الثالثة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

هل تقع الانتفاضة الثالثة ؟!

 فلسطين اليوم -

هل تقع الانتفاضة الثالثة

بقلم : مكرم محمد أحمد

 هل أعطى الرئيس الأمريكى ترامب القدس مكافأة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، ووعده بأن تبقى الضفة الغربية، كما تقول مصادر إسرائيلية، تحت سيطرته فى الأمد المنظور، ووضع شرطاً جديداً يمكن أن يصادر على حل الدولتين يتمثل فى ضرورة موافقة إسرائيل، لأن الولايات المتحدة تطوى أعلامها الآن فى الشرق الأوسط لتركز جهودها الدبلوماسية والعسكرية على آسيا بعد خسائرها الضخمة فى العراق وأفغانستان وفشلها الذريع فى تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، ولماذا اختص ترامب نيتانياهو بهذا الكسب الضخم بينما تتداعى مكانته فى استطلاعات الرأى العام بسبب قضايا الفساد التى تلاحقه لينهض من جديد مزهوا بهذا الإنجاز التاريخى الذى وحد الشعب الإسرائيلى.

ووفقاً للسيناريوهات المختلفة التى رسمها الجهاز الأمنى الإسرائيلى لردود الأفعال العربية المتوقعة فإنها تأخذ فى الحسبان وقوع خطوات احتجاجية غير عنيفة مثل إجراء المسيرات والمظاهرات وخرق النظام العام والرشق بالحجارة وإلقاء قنابل المولوتوف إلى محاولات تنفيذ اعتداءات إرهابية على غرار ما حدث فى العامين الأخيرين فى انتفاضة السكاكين وأعمال الدهس بالسيارات، كما وضع فى الحسبان أيضاً احتمال استخدام السلاح النارى وإن كان ذلك مستبعداً، لكن ثمة توقعا يشير إلى أن السيناريوهات الأكثر تطرفاً ربما تقع خارج إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة تستهدف السفارات الإسرائيلية والمنشآت الدبلوماسية فى الخارج، وتقول تقارير أمنية إسرائيلية إن حماس لا تخفى رغبتها فى العودة إلى إشعال الأرض وتكاد تكون وحدها التى تدعو جهاراً إلى العنف، وبينما يتساءل البعض فى القدس الشرقية متى تندلع الانتفاضة الثالثة، وهل يمكن أن يتصاعد الغضب إلى حدودها، يتوقع آخرون ألا تتغير الصورة كثيراً لأن البعض صار أكثر واقعية، لا يعتقد أن الأمور سوف تتغير كثيراً، والمهم أن يتشبث الناس بالبقاء وألا يغادروا مدنهم أو قراهم، لأن العالم صار أكثر يقظة وحفاظاً لحقوق الإنسان، وسوف يمنع الإسرائيليين من أن يفعلوا مع الفلسطينيين ما فعلوه عام 1948، ومع ذلك ثمة من يؤكدون خاصة فى جيل الشباب أن الانفجار، سوف يقع قريباً إن لم يكن اليوم فسوف يكون غداً أو بعد غد لأن إعلان الرئيس الأمريكى لن يكون سوى القشة التى قصمت ظهر البعير، ولأن الشارع الفلسطينى يعانى قدراً كبيراً من الغضب المكتوم بسبب إهانات الجنود للمواطنين والمواطنات الفلسطينيات كما أن جراح حرب 48 لم تندمل بعد والخروج الكبير للاجئين الذى حدث نتيجة أعمال ترويع الناس لا تزال صورة عالقة بأذهان الجميع تجعلهم أكثر تشبثاً بالأرض، وفى النهاية سوف يقع الانفجار، وسوف يكون ضخماً لأن الجميع يتساءل، لماذا لا يكون للفلسطينيين أيضاً عاصمة أخرى فى القدس الشرقية بما يمكن الدولة الفلسطينية من أن تعيش فى أمن إلى جوار إسرائيل، ولو أن الرئيس ترامب كان جاداً فى مشروع سلامه لكان حفز الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على بحث قضية القدس فى تفاوض مباشر بين الجانبين ينهى كل أوجه الصراع لكنه كان سيئ النيات وفاجأ الجميع بإعلان تنفيذ قراره الذى رفضه كل دول العالم .

ولهذا تتوقع الغالبية انتفاضة ثالثة أشد عنفاً لأن الفلسطينيين على شفا اليأس من عملية السلام التى لم تنتج الكثير، فالاحتلال مستمر والمستوطنات مستمرة وهدم المنازل مستمر وإهانة كرامة الجميع تكاد تكون عملاً مستمراً للجنود الإسرائيليين على مدى هذه السنوات الطويلة التى تسير فيها عملية السلام سير السلحفاة، والمؤسف أن ترامب يخلط الأوراق بصورة مخادعة عندما يقول إن القدس الغربية كانت أمرا واقعاً تم الاعتراف به، لكن منطق الحق والقانون والسياسة يؤكد أن الاعتراف بالشطر الغربى من المدينة عاصمة لإسرائيل كان يستلزم بالضرورة الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فى نفس التوقيت وأظن أن ذلك هو الفهم الصحيح للتسوية السياسية العادلة، لأنه لا معنى للاعتراف بالقدس الغربية دون الاعتراف بالقدس الشرقية خاصة أن الرئيس محمود عباس لا يستطيع أن يسوق لشعبه دولة فلسطينية دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، ثم ماذا سوف تفعل إسرائيل بقدس واحدة تضم 320 ألف فلسطينيا يعيشون فيها دون حقوق. ولماذا ينسى ترامب القدس الشرقية المسلمة وهى رمز لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم يعتبرونها رمزاً إسلامياً وثالث مدينة إسلامية مقدسة، لقد أشعل ترامب بقرار القدس صراعاً دينياً من الصعب تجاهله، لأن الاستيلاء على القدس الموحدة لمصلحة اليهود وحدهم هو إشعال لحرب دينية يصعب إطفاؤها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقع الانتفاضة الثالثة هل تقع الانتفاضة الثالثة



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday