بقلم مكرم محمد أحمد
لايبدو واضحا حتي الآن، إن كان الرئيس بشار الأسد سيواصل خياراته العسكرية بعد معركة حلب ليدخل معركة إدلب،المحافظة المجاورة التي تحولت إلي ملاذ للمتمردين والمسلحين الذين انسحبوا من حلب الشرقية بأسلحتهم الصغيرة لينضموا إلي قوات جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التي لاتزال تحتل مساحة من إدلب شمال سوريا؟! ام يحسن بالرئيس السوري بشار ان يؤجل معركة إدلب التي يمكن ان تطول إلي عام ويسعي لاستعادة مدينة تدمر الأثرية التي عاودت داعش السيطرة عليها أخيرا بعد ان طردت منها قبل تسعة أشهر؟!، ام ان الافضل لنظام حكمه ان يعيد ترتيب البيت السوري ويثبت سلطته علي المناطق التي استعادها، التي تشكل 60% من مساحة سوريا، يسمونها (سوريا المفيدة) بمدنها الاساسية، دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس مقر القاعدة الروسية وقبل هذه جميعا قرداحة مسقط رأس حافظ الاسد؟!.
أم أن الاولي بالاهتمام ان يركز بشار علي تنظيف الجيوب التي لاتزال تسيطر عليها المعارضة المسلحة حول مدينتي دمشق وحمص، ناهيك عن محافظة دير الزور التي لاتزال بحقولها البترولية تحت سيطرة داعش؟..،ام ان الخيار بالضرورة سوف يكون خيار الرئيس الروسي بوتين الذي يدفع فاتورة الحساب الاخيرة، ودون قواته الجوية ودعمه العسكري يصعب علي بشار الاسد ان يحقق نجاحا يذكر، خاصة ان الرئيس الروسي بوتين ربما يفضل برهة التقاط انفاس بعد معركة حلب، انتظارا لأن يدخل الرئيس الجمهوري الجديد دونالد.. ترامب البيت الابيض، لعل وزير خارجيته ريكس تليرسون الذي يعرف بوتين عن قرب ينجح في تسوية سياسية للحرب الاهلية السورية تجمع الحكم والمعارضة السورية؟.
وإذ كان بشارالاسد يبدو اول الرابحين بعد معركة حلب،لأن الرئيس الأمريكي الجديد لم يعد يهمه كثيرا عزل بشار الأسد ولايعتبر ذلك من أولوياته التي تركز علي هزيمة داعش، وربما يدخل في اهتمامه ان يستفيد بقدرة الجيش السوري في المعركة ضد داعش، فان الحساب الختامي لمجمل الحرب الاهلية السورية ونتائجها لا يزال مؤجلا لم يحن بعد موعده الاخير ويمكن ان يقول شيئا آخر!، اما الخاسرون إلي الابد فهم الذين راهنوا علي عذابات الشعب السوري وتدمير الدولة السورية، وأنفقوا ما أفاء الله عليهم به من ثروات بغير جهد في تمويل عصابات الشر والارهاب، ولايزالون رغم إخفاقهم يكابرون ويرفضون الحقيقة.