بقلم : مكرم محمد أحمد
تحية من القلب والعقل احتراما لهذا الجهد الإنسانى الضخم الذى تبذله السيدة غادة والى وشركاؤها من أهل الخير فى المجتمع المدنى، خاصة جمعية الأورمان الخيرية والقائميون على بنك الطعام، لنجاح هذا الفريق الإنسانى فى أن يمد فى غضون عامين فقط لا أكثر مظلة الأمن الاجتماعى إلى مليون و700 ألف أسرة فقيرة، يحوزون الآن بطاقة تمويل ذكية تصرف لكل من الزوج والزوجة 350 جنيها شهريا إضافة إلى مصاريف تعليم الأولاد بمعدل 60 جنيهاً لتلميذ المدرسة الابتدائية ترتفع إلى 100 جنيه لطالب المدرسة الثانوية، إضافة إلى خدمات الرعاية الصحية ليصل مجموع ما أُنفق على هذا البرنامج الإنسانى الرائع سبعة مليارات ونصف المليار جنيه فى غضون عامين تدفع الخزانة المصرية الجزء الأكبر منها .
وتكمن عبقرية برنامج الاستحقاق الشهرى فى قدرته على التحقق المستمر من بيانات هذا العدد الضخم من الاسر بما يمكنه من عملية فرز مستمرة على مدى كل شهر، تستبعد غير المستحقين ليحل مكانهم الأكثر استحقاقا فى عملية نزيهة تحكمها شروط شفافة جعلت من البرنامج المصرى نموذجاً عالمياً للعدل الاجتماعى، يتفوق على جميع برامج الدعم الأسرى فى المكسيك والفلبين ودول عديدة أخرى يشكل الفقراء النسبة الغالبة من سكانها .
وما يميز برنامج د. غادة والى قدرته الذكية على فهم طبائع الشخصية المصرية فى الريف بما يسد ثغرات الفساد والانحراف، لأن البرنامج يملك قدرة التحقق من دقة بيانات الأسر المستفيدة من خلال مصادر متعددة، والبرنامج مشروط فى جميع مراحله يلزم الأسرة المستفيدة تعليم أولادها ورعاية المرأة الحامل التى تعانى نقص الغذاء وفقر الدم على امتداد ألف يوم كى لا تنجب أطفالا أقزاما لأن نسب تقزم الأطفال المصريين تزيد بدرجة مزعجة بسبب نقص الغذاء .
ويزيد من احترام البرنامج أن غادة والى تعرف جيدا أن المساعدات المالية ليست هى الحل لمعالجة مشكلة الفقر الذى يضرب نسبة تزيد على 30 فى المائة من سكان مصر، وأن الحل الصحيح هو تمكين شباب هذه الأسر من فرصة عمل ترقى بجودة حياة الأسرة وتحفظ كرامتها من خلال برامج تدريب حرفية ومهنية تنمى قدرات الشباب، أتوقع أن يكون أعظم برامج التدريب فى مصر ..، زغرودة مصرية لغادة والى التى سترت عشرات الآلاف من الأسر المصرية الفقيرة .