بقلم مكرم محمد أحمد
مع بدء معركة تحرير النصف الغربي من مدينة الموصل من سيطرة داعش يوم الأحد الماضي، بعد ثلاثة أسابيع من هزيمته وطرده من نصف المدينة الشرقي،تواصل قوات المشاه العراقية من العمليات الخاصة زحفها وسط أحياء المدينة الشعبية وحاراتها الضيقة التي يتكدس فيها أكثر من 750 ألف عراقي، تعتبرهم داعش دروعا بشرية ورهائن تعرقل استخدام الطيران والدروع الثقيلة في هذه الحرب الصعبة.
ورغم أن التكدس السكاني الضخم في الموصل الغربية يقلل من سرعة تقدم القوات العراقية، تتواصل عملية تحرير الشق الغربي من المدينة شبرا شبرا وحارة حارة في مناخ مفعم بالحماس بعد ان تكبد تنظيم داعش خسائر ضخمة في عملية تحرير نصف المدينة الشرقي، وتؤكد التقارير العسكرية القادمة من الميدان أن القوات العراقية تواجه ما يقرب من 3000 مقاتل داعشي داخل أحياء المدينة، وأن المعركة الأخيرة في تحرير العراق من سيطرة داعش ربما تتأخر بعض الوقت، لكن الحسم العسكري لصالح القوات العراقية واقع لا محالة، لان داعش تواجه عشرات الآلاف من القوات العراقية الخاصة التي تم تدريبهم وتسليحهم علي اكمل وجه، تعاونهم غارات الطائرات دون طيار التي تحسن اصطياد اماكن داعش رغما عن هذا الزحام السكاني الضخم نتيجة توافر المعلومات الدقيقة. ومع تقدم القوات العراقية وصل إلي بغداد جيم ماتس وزير الدفاع الامريكي الجديد في اول زيارة لمسئول كبير من إدارة الرئيس ثرامب إلي العراق، أملا في تنقية الأجواء بين واشنطن وبغداد بعد الأمر التنفيذي الاخير الذي اصدره الرئيس ترامب بمنع العراقيين من دخول الولايات المتحدة ضمن مواطني سبع دول إسلامية رغم ان العراقيين حاربوا جنبا إلي جنب مع الأمريكيين!، وبعد تصريحاته في مقر المخابرات المركزية الامريكية التي يلوم فيها إدارة أوباما لانها لم تسيطر علي حقول البترول العراقي!..،وفي خطوة استرضاء مهمة أعلن وزير الدفاع الامريكي ان الامر التنفيذي الجديد للرئيس ترامب الذي يتم إعداده الان بعد أعتراض القضاء علي امره الاول، سوف يرفع العراقيين من قائمة حظر الدخول الي الولايات المتحدة،كما أمر وزير الدفاع الامريكي ماتس قوة المستشارين العسكريين الامريكيين في العراق (5آلاف) بان تنقل مواقعها إلي أقرب نقطة من القوات العراقية التي تشترك في تحرير الموصل الغربية تعزيزا لجهود التنسيق المشترك ومضاعفة عمليات القصف الجوي ضد أهداف داعش في نصف المدينة الغربي.