بقلم مكرم محمد أحمد
سقطت مدينة حلب بالكامل فى أيدى قوات الرئيس بشار الأسد، وتوقف القتال تماما فى المدينة بعد ان استسلم المتمردون وقبلوا الخروج بأسلحتهم الصغيرة إلى منطقة إدلب القريبة،
فى الوقت الذى توجه فيه عشرات الاف من المدنيين المحاصرين شرق المدينة إلى نصفها الغربى الذى تسيطر عليه قوات الاسد،فى اتفاق نظمه الروس والاتراك، يسمح بخروج المدنيين والمسلحين ابتداء من الساعة 6صباحا، فاجأ مجلس الامن وفاجأ الولايات المتحدة أقر فيه المسلحون بهزيمتهم، وتشير تقارير أغلبها غربية إلى ان قوات بشار الاسد أقتحمت المناطق الاخيرة من نصف المدينة الشرقي، وارتكبت مذابح سقط فيها العشرات من النساء والاطفال، بينما تطالب فرنسا بوجود مراقبين على الارض يضمنون الخروج الامن للمسلحين والمدنيين.
ويبدو ان القافلة الأولى كانت من الجرحي،غادرت المدينة فى السادسة صباحا يليها المسلحون، وفى مجلس الامن أعلن سفير روسيا فيتالى شنكن ان القتال توقف تماما فى شطرى مدينة حلب منذ السادسة صباحا، وأكد ذلك مقاتلون من جبهتى نور الدين زنكى واحرار الشمال، ونقلت رويتر من قلب المنطقة الشرقية ان الاهالى ينغمسون فى إعداد حقائبهم استعدادا للرحيل ويحرقون متعلقاتهم الشخصية التى لا يحتاجون إليها، ويتوجهون فى حشود متتابعة إلى الجزء الغربى من المدينة.
ولايسيطر المتمردون على أى مواقع استراتيجية فى حلب الشرقية، وتكاد المدينة تكون تحت السيطرة الكاملة لقوات بشار الاسد، كما لا يبدو ان هناك فرصة مواتية امام قوات المتمردين لتغيير موازين القوى الراهنة فى حلب، بعد ان تمكنت القوات السورية تؤازرها المليشيات العراقية وقوات من حزب الله من تدمير دفاعات المتمردين.
وباستثناء استيلاء قوات داعش على مدينة تدمر الآثرية بعد تسعة أشهر من الخروج منها بسبب النقص الشديد فى اعداد القوات المسلحة السورية نتيجة تركيز كل الجهود على معركة مدينة حلب، تكاد تنحسر جهود المعارضة فى بعض الجيوب الصغيرة حول مدينتى دمشق وحمص، الامر الذى اضعف من قدرة المتمردين على التفاوض، والواضح ان الروس والسوريين لايتعجلون الاتفاق مع الولايات المتحدة حول مدينة حلب انتظارا لتولى الرئيس الجمهورى الجديد السلطة فى يناير المقبل، حيث تؤكد كل الدلائل ان مرحلة جديدة سوف تبدأ فى العلاقات بين روسيا وامريكا، بدايتها اسقاط العقوبات الدولية الاخيرة عن روسيا، والانغماس المشترك فى إنهاء الحرب الاهلية السورية.