كى نكسب معركة الإرهاب
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كى نكسب معركة الإرهاب!

 فلسطين اليوم -

كى نكسب معركة الإرهاب

بقلم : مكرم محمد أحمد

أعرف أن الشرطة والأمن يشددان على ضرورة انضباط الجميع وربما تضطرهما الظروف الراهنة إلى أن يكونا أكثر حيطة وتشدداً خاصة أن المطلوب إنهاء الحرب على الإرهاب فى سيناء خلال 3 أشهر، لكن على الشرطة والأمن أن يضعا فى اعتبارهما أن الغالبية العظمى تقف إلى جوار الدولة المصرية تريد القضاء على الإرهاب وتعزيز استقرار البلاد فى أقصر وقت ممكن، ولا يعنى المزيد من اليقظة معاملة الجميع على أنهم من المشتبه بهم، بحيث يصبح رد الفعل المزيد من التضييق على الناس، نريد أن تزداد علاقات الثقة المتبادلة بين الأمن والشرطة والمواطنين، وأن يكون الجميع يدا واحدة على الإرهاب، وأن يكون هدف الجانبين المزيد من الثقة والتعاون، والمزيد من التواصل والفهم المتبادل.

نعم هناك طابور خامس لجماعة الإخوان لابد من كشفه والتضييق عليه وتقييد حركته إن لزم الأمر، وربما يكون صحيحا ما يقوله البعض من أن سياسة القبضة القوية والأرض المحروقة قد لا تنجح وحدها فى القضاء على الإرهاب ما لم تكن مقرونة بالمعرفة الصحيحة للواقع وحسن التمييز بين العدو والمشتبه به إلى أن يثبت أنه عدو بالفعل، وهذا ما تتبعه مصر الآن باستثناء حالات جد محدودة يصعب القياس عليها .

نعم إن الهجوم على مسجد الروضة شمال سيناء هو الحادث الإرهابى الأشد فتكا بالناس على مر التاريخ، وربما تكون معاداة داعش للصوفية جزءا من ذرائع الجريمة النكراء، لكنه لا يشكل الجزء الأكبر من القضية، لأن الصوفية المصرية صوفية خيرة فى الأغلب، يحبون الله بأكثر من حب الحياة، لكن داعش استهدفت مسجد الروضة لأنها تستهدف قبيلة السواركة لأن السواركة يقفون بالفعل مع الدولة ضد الإرهاب، ولهذا السبب فإن سياسة القبضة القوية لابد أن تقترن بها المعرفة الدقيقة بالواقع والقدرة على فرز الأشرار من عموم الناس حتى تمتنع عشوائية رد الفعل التى تباعد بين الأمن والناس .

وإذا كان الرئيس الأمريكى ترامب وصف الهجوم على مسجد الروضة بأنه هجوم إرهابى فظيع وجبان على مصلين أبرياء وعزل، وأن من الضرورى أن نهزم الإرهاب ونفضح أيديولوجيته المتطرفة التى تشكل أساس وجوده، لكن ذلك لا يبرر لنا بناء حائط عازل مع قطاع غزة كما يريد الرئيس الأمريكى بناء حائط مع المكسيك، بدعوى أن المتطرفين يمكن أن يأتونا من الجنوب، إلا أن نيأس من المصالحة الفلسطينية وتعجز جهودنا عن ترميم هذا الشرخ العميق بين التنظيمين الفلسطينيين الكبيرين، فتح وحماس، اللذين لا يزالان يتبادلان سموم الكراهية بعد عشر سنوات من الانفصال والحرب والعداء، فى خلافهما الراهن حول تسليم إدارة قطاع غزة بالكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية وتوحيد أجهزة الأمن فى القطاع وضرورة أن يكون للدولة الفلسطينية سلاح واحد وعلم واحد وقانون واحد، ومع إقرارنا جميعا بأن هذه شروط أساسية لنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية، لكن علاج هذه الخلافات لا يكون بالتخوين المتبادل وكيل الاتهامات ولكن بالحوار البناء .

وبوضوح قاطع فإن العمل الإرهابى الذى كانت تديره حماس فى سيناء قبل إقرار المصالحة لابد أن يتوقف بصورة نهائية، وأن تكون حماس جزءا مهما من وقف هذا العمل لأن ذلك يعنى جديتها فى مشروع المصالحة الوطنية، أما أن تقف حماس من المصالحة موقفا وسطا فذلك يعنى أنها لا تريد أن تنفض يدها من سياسات قديمة تحدث ضررا بالغا بالامن المصرى ينبغى أن تجتث حماس كل جذورها .

إن مصر بطبيعتها دولة واحدة موحدة لا انقسام فيها بين سنة وشيعة يبرر الحرب على المساجد كما حدث فى العراق، لأن مصر تخلو من عناصر القسمة الطائفية ولا يمكن للصوفية أن تكون بديلا للشيعة، لأن الصوفية فى مصر تعنى أن تؤثر حب الله على متاع الدنيا وربما تكون جريمة الصوفية الكبرى فى نظر هؤلاء فرحها الكبير فى الاحتفال بمولد الرسول وجميع أولياء الله ! .

إن المساندة القوية التى تحظى بها مصر من عالمها العربى تؤكد أن الأمة بأكملها تستشعر الخطر البالغ والمحدق من الإرهاب رغم سقوط داعش فى العراق وسوريا، لكن سقوط دولة داعش لا يعنى أن الإرهاب قد استسلم وأن المعركة قد أوشكت على الانتهاء، فالمعركة لاتزال مستمرة تتطلب المزيد من التضامن العربى، ولا مجال الآن لأى معارك جانبية، فالأولوية ينبغى أن تكون للحرب على الإرهاب، والأمر الذى لاشك فيه أن الإرهاب سوف ينكسر على صخرة مصر القوية فى أجل قريب، وأن على المصريين أن يرفعوا رءوسهم إلى عنان السماء لأنهم يحاربون الإرهاب ويدفعون ثمنا باهظا لذلك من دماء الآلاف من زهرة شبابهم .

طوبى لمصر ولشهدائها الأبرار وشعبها العظيم الذى يحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كى نكسب معركة الإرهاب كى نكسب معركة الإرهاب



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday