الطريق إلى الروهينجا
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الطريق إلى الروهينجا !

 فلسطين اليوم -

الطريق إلى الروهينجا

بقلم : مكرم محمد أحمد

بسبب مأساة مسجد الروضة في سيناء أجل الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر رحلته التاريخية إلى معسكرات اللاجئين من الروهينجا المسلمين فى بنجلاديش الذين هربوا من بورما التى تغير اسمها أخيرا إلى ميانمار، وتصل أعدادهم إلى ما يزيد على نصف مليون نسمة يعيشون فى مخيمات غاية فى الفقر وقلة الإمكانات بعد أن طردتهم قوات الجيش والأمن البورمى فى حرب مأساوية، تشكل أخطر كارثة إنسانية فى القرن الحادى والعشرين بعد الذى حدث فى سوريا خلال أحداث الربيع العربى الكاذب عام 2011 . ولأن الأزهر الشريف تابع عن قرب الصور المفزعة لأعمال القتل والمجازر الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية، هذا المشهد الهمجى واللا إنسانى الذى ما كان يحدث لولا أن الضمير الإنسانى قد مات، ارتفع صوت الأزهر يندد بالعدوان الآثم ويحفز مصر الدولة على أن تنهض بدورها لتكون الخارجية المصرية أول الداعين إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولى، أدان العدوان وطالب بوقفه الفورى وعودة اللاجئين إلى بلادهم.

والروهينجا المسلمون أقلية لا تزيد على المليون يسكنون بورما منذ الأزل، بلد يتكون من أقليات وأعراق عديدة تحاربت طويلا، العرق الأكبر فيها هو شعب بامار الذى يشكل 40 فى المائة من بلد تعداده 48 مليون نسمة، يسكن الروهينجا إحدى ولاياته، ولاية راخين، ورغم ثراء إمكانات الولاية التى تضم حقولاً وأراضى زراعية شاسعة ومناجم وحقول بترول وغاز، يعيش الروهينجا فى أسوأ حال مضطهدين ومحرومين من الجنسية بحجة أنهم قدموا من أرض البنغال، ليس لهم حق الترشيح أو التصويت أو الانتخاب، ويفرض عليهم القانون فترة راحة مدتها 3 أعوام تفصل بين عملية إنجاب وأخرى كنوع إجبارى من تحديد النسل، ورغم أنهم يسكنون هذه المنطقة الإستراتيجية المهمة والغنية بالموارد الاقتصادية التى تفصل بين الهند والصين وتشهد الآن عددا من مشروعات التنمية الضخمة، فهم محرومون من فرص العمل فى هذه المشروعات ويعانون جميع صور التمييز السلبى خصوصا خلال فترة الحكم العسكرى. ورغم تغير أحوال البلاد السياسية عام 2015 بعد أن كسب حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة المناضلة سان سوكى (72 عاما) الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لم تتحسن أحوال الروهينجا وظلوا على أوضاعهم التى ازدادت سوءاً، وعندما سئلت رئيسة الوزراء الحاصلة على جائزة نوبل لماذا يظل الروهينجا المسلمون على اضطهادهم ؟ قالت سان سوكى أنا لا أعرف إن كان الروهينجا ينتمون إلى بورما أو البنغال!، وتعالت الانتقادات فى كل أنحاء العالم تطالب بسحب جائزة نوبل من سان سوكى لأنها تواطأت بالصمت على مأساة الروهينجا رغم نضالها الطويل فى بداية حياتها السياسية.

والواضح أن أزمة الروهينجا ازدادت حدة بسبب وصول مشروعات التنمية الكبرى إلى منطقة حقول الزيت والغاز فى الولاية، وتضخم حجم الاستثمارات الصينية فى بورما الذى جاوز 30 مليار دولار بينها 12 مليار دولار ثمن الأراضى التى يقام عليها خط نقل أنابيب الغاز إلى موانى التصدير الذى يمر بمناطق الروهينجا، وبدلاً من إشراك الروهينجا فى هذه الأعمال ودمجهم من خلال فرص العمل فى هذه المشروعات عزلوهم وحرموهم من العمل وسحبوا جنسياتهم بدعوى أنهم من البنغال المهاجرين من منطقة بنجلاديش، وتواصلت عمليات الإقصاء والتمييز والاضطهاد العنصرى، ولأن الروهينجا لم يجدوا عدلاً أو إنصافاً واستمر الحكم فى اضطهادهم وإنكار حقوقهم بينما العالم يلتزم الصمت إزاء الفظائع التى يتعرضون لها رغم تقارير الأمم المتحدة التى تسجل هذه الفظائع، لم يجد الروهينجا حلاً سوى المقاومة المسلحة تحت اسم جيش الإنقاذ الذى بدأ عملياته العسكرية فى بداية عام 2016 تحت شعار الدفاع عن النفس، مسلحاً بالسكاكين والسيوف وكانت أولى عملياته قتل تسعة من رجال الأمن والشرطة، ولا ينتمى جيش الإنقاذ إلى أي جماعة جهادية، ولا يمارس عملاً من أعمال العنف ضد المدنيين، وقد اعترفت الولايات المتحدة أخيراً بأن ما يجري ضد الروهينجا عمل من أعمال التطهير العرقي ينبغي أن يتوقف فورا، وأظن أن من المهم الآن تحذير العالم من ترك مشكلة الروهينجا دون تسوية أو حل سريع، لأن ذلك يعنى تكريس العنف وإتاحة الفرصة لجماعات الإرهاب كى تركب وتستثمر مشكلات الاضطهاد العنصرى كما حدث فى بقاع كثيرة تعانى الظلم ساعد غياب حلولها الصحيحة على نشر المزيد من الإرهاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الروهينجا الطريق إلى الروهينجا



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday