الثورة مستمرة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الثورة مستمرة

 فلسطين اليوم -

الثورة مستمرة

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا يبدو أن ثورة الغضب على الحوزة الحاكمة, محافظين وإصلاحيين, فى إيران سوف تهدأ سريعاً بعد أن اشتعلت المظاهرات على نطاق واسع، وعمت الكثير من المدن الإيرانية طهران وشيراز ومشهد وكرمنشاه وتصاعد الصدام بين الأمن والباسيج وقوات الحرس الثورى والمحتجين، وبلغت جملة الضحايا خلال الأيام الستة أكثر من 21 قتيلاً، دون ظهور بادرة على إمكان عودة الهدوء سريعاً، ودون علامات واضحة تؤكد أن الشارع الإيرانى يمكن أن يهزم شبكات الأمن والحرس الثورى الذى يسيطر عميقاً على الاقتصاد والسلطة، لكن ما يبدو واضحاً حتى الآن أن مؤسسة الحكم فاجأها سرعة انتشار المظاهرات وقوتها، وأن الغضب يعم الطبقة الوسطى الواسعة فى إيران ويشمل شرائحها المهنية والفنية المتعلمة، كما يشمل الطبقة العاملة بعد أن احتكر الثروة الطبقة الحاكمة من آيات الله وحلفاؤهم كبار البازار والسوق .

ويزيد من صعوبة الأزمة أن معظم الشباب الإيرانى بات ممزقاً بسبب عجز قوى الإصلاحيين المتزايد عن دفع خطط الإصلاح قدماً وزيادة حجم الحريات الاجتماعية وتحقيق المزيد من الانفتاح والتضييق على المرأة، وربما كان أبرز الملاحظات أن المتظاهرين لم يرفعوا هذه المرة شعارات تطالب بالإفراج عن قادة الإصلاحيين المحتجزين فى منازلهم مهدى كروبى وخاتمى، فى حين يمسك المحافظون وعلى رأسهم المرشد الأعلى على خامنئى الذى وصفته التظاهرات بالديكتاتور الأكبر بكل أوراق القوة، الجيش والإعلام والمخابرات والحرس الثورى وكل مناحى المال والاقتصاد، ورغم التحسن الاقتصادى إثر توقيع الاتفاق النووى بين طهران والولايات المتحدة و6 دول أخرى والإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية المجمدة فى بنوك الغرب والسماح بتصدير النفط الإيرانى إلى الخارج إلا أن أحوال الناس والمعيشة تزداد سوءاً، لأن الحكم ينفق ملايين الدولارات على تصدير الثورة، وهو منشغل بالوضع فى سوريا ولبنان والحوثيين فى اليمن بأكثر من انشغاله بأوضاع شعبه .

لكن آية الله على خامنئى المرشد الأكبر يعزو أسباب الاضطرابات الأخيرة إلى أعداء إيران، الولايات المتحدة وحلفائها فى الخارج والإيرانيين فى المنفى الذين يستخدمون كل الأدوات بما فى ذلك طائل الأموال والأسلحة والسياسة والتخابر لإيجاد المزيد من المصاعب، والواضح للجميع أن أطراف الحوزة الحاكمة مختلفون على كيفية مواجهة غضب الشارع بينما المرشد الأعلى صامت ينتظر اللحظة المناسبة كى يتحدث للناس! ، والرئيس روحانى يبدى الرغبة فى التسامح مع المحتجين والحرس الثورى يضرب بيد من حديد، والسلطة القضائية المتشددة تطالب بمحاكمات ثورية سريعة .

وما يقلق قادة طهران أن الاضطرابات تنتشر فى مناطق وأقاليم محافظة لم يسبق أن شهدت أحداثاً مماثلة وأن عمليات الهجوم على مراكز الأمن والشرطة بهدف الاستيلاء على أسلحتها تزداد، ويرفع المتظاهرون مطالب متنوعة تبدأ من رفع الغلاء إلى المطالبة بالحريات وإسقاط النظام والترحم على حكم الشاه، كما يحتجون على دعم الحكم لحركات الإرهاب وتصدير الثورة .

وبالطبع لا يتوقف الرئيس الأمريكى ترامب عن إطلاق تغريداته على تويتر، تؤيد المحتجين على فساد الحكم فى طهران الذى ينفق الملايين على دعم الإرهاب وتصدير الثورة، وتتهم إدارة الرئيس السابق أوباما بالعته والغباء لأنه وقّع مع آيات الله اتفاقاً سيئاً كانت نتيجته أن ذهبت ملايين الدولارات إلى جيوب آيات الله، إلا أن أسوأ ردود الأفعال كانت بسبب خطاب الرئيس حسن روحانى الذى بث مسجلاً وزاد من وتيرة الاحتجاجات وزخمها، ودفع المتظاهرين إلى حى باستور حيث يقيم المرشد الأعلى لولا أن أغلقت قوات الأمن والحرس الثورى كل المداخل إلى بيت المرشد بما يؤكد أن ثورة الغضب لا تزال مستمرة .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة مستمرة الثورة مستمرة



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday