حق الأمير وحق الغفير
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حق الأمير وحق الغفير!

 فلسطين اليوم -

حق الأمير وحق الغفير

بقلم : مكرم محمد أحمد

قالت صحيفة الواشنطن بوست إن التغيرات المهمة التى يشهدها الآن المجتمع السعودى تلقى قبولاً متزايداً ليس فقط من فئات الشباب ولكن من مجموعات عديدة، بينهم الكثير من علماء الشريعة, وأن ما يعلنه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان من أفكار ومشروعات جديدة تستهدف تغيير المجتمع السعودى يجد صدى واسعاً وقبولاً متزايداً من القيادات الدينية والرأى العام فى هذه الدولة المحافظة، ويقول دافيد ديفيد أغناتيوس أحد كتاب الرأى المهمين فى الصحيفة بعد زيارة أخيرة للسعودية أن التنبؤ بما قد يحدث فى السعودية، ربما يكون أمراً صعباً بالنسبة لمراقب خارجي، لكنه يستطيع أن يقدم عدداً من الحقائق والمعلومات سمعها وشاهدها فى لقاءاته مع العديد من الشباب السعودى وعدد وافر من العلماء المسلمين تؤكد أن فرص نجاح أفكار محمد بن سلمان تزداد اتساعاً، وأن لديه حليفاً قوياً هو الشيخ محمد بن عيسى الذى يرأس عصبة العلماء المسلمين منذ عام 2016 ويساند الكثير من أفكار وخطوات ولى العهد التى تحظى بقبول واسع ومتزايد من زملائه علماء الأمة وقياداتها الدينية المهمة.

وعلى سبيل المثال قال محمد بن عيسى فى لقاء مع ديفيد أغناتيوس إن عملية قيادة المرأة السعودية لسيارتها التى تدخل حيز التنفيذ العملى فى يونيو المقبل لم تكن أبداً موضوعاً دينياً، ولكنه كان موضوعاً يتعلق بعادات البلاد وثقافتها وأراد المتطرفون أن يجعلوا منها قضية دينية، ولكن عدداً كبيراً من علماء الأمة يرحب بالقرار, وكذلك قرار ولى العهد الذى ألزم دعاة الأمر بالمعروف التوقف عن الدخول طرفاً فى مشكلات لم تكن أبداً من اختصاصهم، لأن دعاة الأمر بالمعروف أعطوا لأنفسهم حقوقاً لم تكن لهم، وأن قرار منع هؤلاء من أن يمارسوا ما ليس أبداً فى سلطتهم قرار رشيد عاقل لم يعترض عليه أحد من علماء الأمة. وعندما سئل الشيخ محمد بن عيسى عن بعض التنبؤات التى تقول إن المجتمع السعودى يختزن داخله غضباً شديداً من هذه الرؤى الجديدة سوف تنفجر قريباً قال الرجل بوضوح بالغ هذا غير صحيح بالمرة، مؤكداً أن غالبية علماء الأمة يقبلون هذه الإصلاحات فى إطار فهم جديد أفضل لحاجة المجتمع إلى تطوير نفسه، ولم يتردد فى أن يعلن محمد بن عيسى أن الصبر الطويل على بعض هذه الأخطاء وتراكمها كان فى حد ذاته خطأً جسيماً يحتاج إلى الإصلاح وعلناً ألا نخشى من قول ذلك, وكان الشيخ محمد بن عيسى قد لفت أنظار الغرب بخطاب واضح وجهه إلى متحف «الهولوكوست» فى واشنطن يستنكر فيه جرائم النازى باعتبارها واحدة من جرائم الإنسانية يصعب نسيانها. وثمة جانب عملى واضح يمثل رد فعل السعودية الجديد إزاء الجماعات المتطرفة يمكن أن نراه فى المركز العالمى لمناهضة الأفكار المتطرفة، وتحت قبة عملاقة يعمل بضع مئات من المحللين أمام شاشات التليفزيون يتابعون مواقع التواصل الاجتماعى ومدى مساندتها الأفكار المتطرفة، ووسائل وأدوات الرد على هذه المواقع.

وربما يكون أبسط وأصدق الوسائل لمعرفة ردود أفعال السعوديين العاديين، أن تهبط وسط المدينة وتلتقى عشرات الشباب والمواطنين فى المراكز التجارية وعلى المقاهى تطرح الأسئلة وتستمع إلى الإجابات بصورة مباشرة تغنى عن قياسات الرأى العام التى ربما تفتقد الكثير من الدقة والموضوعية لكن الملاحظ أن معظم الشباب إن لم يكن جميعهم يبدى حماساً شديداً للتغييرات التى أحدثها محمد بن سلمان، خاصة ما يتعلق بالحملة على الفساد التى طالت 381 من أثرياء السعودية، بينهم عدد من الأمراء الذين تم احتجازهم فى فندق الريتز فى نوفمبر الماضى ودفعوا 100 مليار دولار حق الدولة قبل خروجهم. وكثيراً ما تسمع صيحات الشباب المتحمسين لهذه الإجراءات باعتبارها بداية الإصلاح الحقيقي، لأنه لا ينبغى أن تكون هناك فوارق موروثة بين الأمير وغير الأمير، فالكل ينبغى أن يكون له نفس الحقوق والواجبات، وإذا كان العالم بكاملة يتغير فما الذى يمنع السعودية من أن تتغير. ويدخل فى ثقافة هؤلاء الشباب الجديدة أهمية أن يمارسوا إلى جوار وظائفهم الحكومية عملاً حراً يجعلهم جزءاً من هذا المجتمع الجديد المتغير مثل العمل فى تجارة الموبيليات التى كان يختص بها اليمنيون، وهذا فى حد ذاته تطور هائل لأنه قبل فترة لم يكن الشباب السعودى يعنى كثيراً سوى بالوظيفة الحكومية. وقد يكون ذلك هو أهم أبواب التحديث التى فتحها محمد بن سلمان فى المملكة التى غيرت الأمور رأساً على عقب فى المملكة، وأحدثت تطورات قيمية مهمة بين شبابها، لكن الجديد والمهم فى تقرير ديفيد أغناتيوس الذى نشرته الواشنطن بوست أن التغيرات تلقى ترحيباً متزايداً من فئات واسعة من المجتمع السعودى بينها علماء الأمة، وعلى رأسهم محمد بن عيسي، والكثير من الناس العاديين الذين يروقهم فكرة العدل الاجتماعى بحيث يصبح حق الأمير مماثلاً لحق الغفير.

المصدر : جريدة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الأمير وحق الغفير حق الأمير وحق الغفير



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday