ثقب الجماعة الأسود
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ثقب الجماعة الأسود

 فلسطين اليوم -

ثقب الجماعة الأسود

بقلم : مكرم محمد أحمد

فى حياة جماعة الإخوان ثقب واسع أسود يمثل عارهم التاريخى الذين يحبون نسيانه، عندما تحالفوا مع صدام حسين متصورين خطأ أن السفيرة الأمريكية فى العراق قد أعطت له الضوء الأخضر كى يغزو الكويت، وأن الولايات المتحدة قد نفضت يدها من السعودية والخليج، وهرع الجميع إلى بغداد يباركون لصدام زعامة العالم العربي، وكان فى المقدمة مع الأسف وفد جماعة الإخوان الذى رأسه الابن الأكبر لمؤسس الجماعة حسن البنا الذى ذهب إلى بغداد والتقى صدام حسين، والتقط الصور التذكارية معه، ومع الأسف وقع فى الخطأ نفسه عدد من الرؤساء العرب، لكن مصيبة الجماعة كانت الأكبر والأشد خطيئة لأن جماعة الإخوان لم تذرف دمعة واحدة على علاقاتها التاريخية مع السعودية، وسرعان ما عضت اليد التى قدمت لها العون والمساعدة منذ أزمتها الشهيرة مع عبدالناصر إثر أحداث 54، عندما انقلبت عليه الجماعة لأنه رفض وصايتهم على تنظيم الضباط الأحرار, وقطع كل علاقاتهم بثورة يوليو وحاولوا اغتياله فى حادث المنشية فأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

خانت جماعة الإخوان السعودية بدم بارد ونقلت ولاءها إلى بغداد، لا تستحى من أن تعض اليد التى عاونتها وقت الشدة والأزمات، وقد كانت السعودية بالنسبة للجماعة منذ أحداث 1954 هى الملجأ والملاذ، وفى السعودية نما نفوذ الجماعة ونمت ثرواتها، وأصبح كبار الجماعة من كبار الماليين فى العالم العربى، ومن أصحاب الشركات الكبرى والمقاولات وفتحت لهم السعودية الأبواب على مصاريعها حتى احتكروا حقل التعليم الخاص فى المملكة، واستطاعوا أن يسيطروا على جميع فروع وجمعيات الروابط الإسلامية فى العالم أجمع التى تمثل أهم أدوات السعودية للتعبير عن نفوذها ومرجعيتها الدينية فى العالم.

ومنذ وكسة صدام حسين وفشل مشروعه فى غزو العراق وجماعة الإخوان تعيش على هامش الأحداث, همها الأكبر أن يفتح لها نظام الرئيس حسنى مبارك فرصة الحوار مع نظامه لكن حسنى مبارك كان يسد عليها كل الطرق لأنه كان يعرف جيداً أن الجماعة تشكل خطراً حقيقياً على مصر، لأنها تستهدف تقويض مصر من الداخل، وظل على حذره البالغ منها يراها الأخطر على مصر من الجماعات الإسلامية التى نمت فى عهد الرئيس السادات، ومارست صورا عديدة من العنف, تسرق محال الذهب وتقتل السياح وتأخذ الأقباط رهائن هدفها إضعاف الدولة على حينها تنتظر جماعة الاخوان فرصتها المواتية فى الظل تلح على فتح الحوار مع نظام مبارك, وربما كان ذلك من أسباب حذر الجماعة فى البداية من أن تكون جزءاً من أحداث ثورة يناير التى اسهمت فيها متأخرا بعد طول تردد، إلى أن وجدت أن القطار سوف يفوتها فسارعت إلى ركوب موجة ثورة يناير!، وكانت الأشد عنفاً عندما استثمرت نزول الأهالى إلى ميدان التحرير لإنقاذ أولادهم المتظاهرين فى الميدان من هجمة الجمل الخائبة، فأخذت تحرق وتدمر ابتداء من مبنى الحزب الوطنى الى اقسام الشرطة و المحاكم إلى أن نجحت فى ركوب موجة العنف وصارت لها اليد العليا خاصة أن شباب الميدان انقسموا إلى ألف جماعة وجماعة.

والآن تدعى الجماعة التى خانت كل العهود فى بيان رسمى صدر أخيرا بعد طول صمت أنها تعود إلى النهج السلمي! فهل تتصور الجماعة أن أحدا يمكن أن يصدقها أو يأمن لها بعد كل هذا التاريخ وبعد كل الذى فعلته فى مصر خلال عام واحد من حكمها، وبعد جرائمها النكراء وتحالفها مع جماعات الإرهاب الذى اعلنه جهرا محمد البلتاجى وهو يطالب بالإفراج عن مرسى وبعد تهديداتها المتواصلة لأمن مصر والمصريين، وبعد الذى فعلته مع القوات المسلحة المصرية التى حمت مصر من شرورها.

لقد خبر المصريون جماعة الإخوان منذ أربعينيات القرن الماضي, ومنذ هذا التاريخ وهم يعرفون أن فكرة التنظيم السرى للجماعة كانت بهدف إباحة القتل والسطو على أموال الغير وأموال الدولة واحتجاز الأقباط رهائن لاضعاف الإنتماء الى الدولة، وإقامة دولتهم بحد السيف، خاصة أن مصرفى عرف الجماعة وفى عرف قطبيها لم تكن أبداً دار سلام بل دار حرب يباح فيها دماء المصريين وأموالهم، لأن حسن البنا وسيد قطب وأتباعهما كانوا يرونها دائماً دولة جاهلة كافرة تقوم على حاكمية البشر للبشر يتحتم اعتزالها وحربها، ومع الأسف لم نسمع على طول تاريخ الجماعة أى مراجعة لأى من هذه الأفكار الفاسدة التى نشرت العنف والإرهاب وسممت العقل العربي, واتهمت أكثر المجتمعات تديناً بالكفر, وحولت الإنسان المصرى إلى أداة قتل وتدمير وخيانة ، بدلاً من أن يصنع العمران ويبنى الحضارات ويتبادل المنافع والمصالح مع أخيه الإنسان.

المصدر : جريدة الأهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقب الجماعة الأسود ثقب الجماعة الأسود



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday