الأمريكيون يفشلون فى حماية مدارسهم
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الأمريكيون يفشلون فى حماية مدارسهم

 فلسطين اليوم -

الأمريكيون يفشلون فى حماية مدارسهم

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم توافق أغلبية المجتمع الأمريكى على أن الحل الصحيح لمشكلة إطلاق النار العشوائى فى عدد غير قليل من المدارس الأمريكية التى أودت بحياة الآلاف من تلاميذ المدارس هو تقييد حق استخدام الأسلحة النارية، يرفض الجمهوريون وعلى رأسهم الرئيس ترامب تقييد هذا الحق الدستورى أو المساس به أيا كان حجم الكوارث الإنسانية التى يمكن أن تقع ومهما بلغ عدد ضحاياها الذين يتجاوزون 60 قتيلاً فى بعض الحالات، آخرها وقع فى ولاية فلوريدا ، حيث اخترق الطالب المفصول نيقولا كروز(19 سنة) أبهاء مدرسة مارجوى العليا، مُطلقاً النار على كل من يلقاه من الطلاب فى صالات المدرسة وممراتها وأفنيتها الداخلية والخارجية بما أدى إلى سقوط 17 قتيلاً، ثم أسقط بندقيته وخلع جاكتته واختفى وسط زحام الهاربين من إطلاق النار قبل أن يتم القبض عليه بعد بضع ساعة فى أحد شوارع المدينةعندما, تعرف عليه أحد الشرطة من أوصاف ملابسه التى أذاعها البوليس.

وحتى الآن لم تعرف بعد دوافع ارتكاب الجريمة رغم أن الطالب المتهم معروف بانتهاكه المستمر لأنظمة المدرسة، وبرغم أن المتهم نيقولا كروز معروف للجميع بأنه يهوى الأسلحة النارية وقد اشترى في فبراير2017 البندقية التى استخدمها فى الحادث عبر إجراءات قانونية معتادة, وقتل بها 17 طالباً و15 من المارة أحدهم مدرب الكرة أرون فيس الذى ألقى بنفسه أمام جمع من الطلاب يحميهم من الرصاص العشوائى لكن البطل سقط قتيلاً أمام الجميع. وهذا العام وقع 18 حادث إطلاق نار عشوائى فى مدارس أمريكا، ومنذ عام 2013 وقع 300 حادث فى 170 مدرسة راح ضحيتها أكثر من 150 تلميذاً فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، قد أضحى العنف المسلح فى المدارس الأمريكية أزمة حادة خاصة أن أكثر من 150 ألف تلميذ يدرسون فى 1070 مدرسة ابتدائية وإعدادية قد مروا بتجربة العنف المسلح بسبب حوادث إطلاق النار العشوائى كما أن 24 طفلاً يطلق عليهم الرصاص كل يوم فى الولايات المتحدة، وعام 2016 لقى 1637 شاباً مصرعهم بسبب إطلاق النار العشوائى في المدارس. وطبقاً لدراسة أجرتها جمعية مناهضة حمل السلاح فإن الولايات المتحدة تشكل واحدة من ثلاث دول فى العالم يؤكد فيها الدستور حق المواطن فى أن يحتفظ بسلاح دفاعاً عن نفسه، وعام 2015 أظهر إحصاء أمريكى أن عدد الأسلحة فى الولايات المتحدة يفوق كثيراً أعداد المواطنين، وفى أمريكا كل مائة مواطن يملكون مائة سلاح على الأقل، وفى ألمانيا يملك 32 مواطنا من كل مائة مواطن سلاحاً، وفى السويد يملك 30 شخصا فقط أسلحة نارية، وفى بريطانيا يهبط العدد إلى عشرة أشخاص فى كل مائة مواطن.

وبرغم مئات كلمات العزاء والمواساة وعشرات الصلوات لم يستطع الرئيس السابق أوباما أن يقنع أىا من نواب الكونجرس الأمريكى بضرورة إصدار تشريع يقيد حق استخدام الأسلحة النارية, وأنهى اوباما فترتي حكمه دون أن يتمكن من إنجاز اي شىء يوقف جرائم إطلاق النار العشوائى فى مدارس الولايات المتحدة، وبرغم أن الرئيس الأمريكى ترامب أكثر سخاء فى كلمات العزاء ومواساة أسر الضحايا, إلا أنه لم يتحدث أبداً عن إمكان صدور تشريع يقيد حق استخدام السلاح النارى ,وكان الرئيس الجمهورى ولا يزال يرى أن مشكلة إطلاق النار العشوائى فى المدارس الأمريكية هي مشكلة مرض عقلى ينبغى أن تجد علاجها خاصة أن نسبة كبيرة يعرفون جيداً حالات المرض لكنهم يصمتون عن إبلاغ السلطات المسئولة. وبعد حادث فلوريدا وعد الرئيس الأمريكى ترامب بأن يجمع كل المحافظين والقادة المحليين لمناقشة أبعاد المشكلة التى تتعلق بالصحة العقلية لكن الرئيس ترامب لم يتحدث أبداً عن إمكان صدور تشريع يقيد حق استخدام السلاح رغم التعاطف الواسع من جانب الرأى العام الأمريكى. وكما فشل أوباما فى استصدار تشريع يقيد حق استخدام السلاح النارى، فشل ترامب فى إقناع الجمهور الأمريكى بأن ظاهرة إطلاق النار العشوائى فى المدارس الأمريكية مشكلة تتعلق بالصحة العقلية ينبغى علاجها بعيداً عن أى إجراء يتعلق بتقييد حق المواطن فى امتلاك السلاح النارى دفاعاً عن أمنه، وما بين الفشلين ضاعت حلول المشكلة وازداد عدد حوادث إطلاق النار العشوائى على المدارس وفى الحقيقة فإن الجمهوريين يشكلون العقبة الضخمة أمام حل هذه المشكلة لأنه ما من جمهورى يقبل المساس بحق الأفراد الأمريكيين فى تملك السلاح دفاعاً عن النفس ويعتبرون ذلك واحداً من المبادىء الأساسية التى تشكل عقيدة الجمهوريين.

المصدر : جريدة الأهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمريكيون يفشلون فى حماية مدارسهم الأمريكيون يفشلون فى حماية مدارسهم



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday