بقلم :مكرم محمد أحمد
رغم أن جولة الاستكشاف الأولى التى قام بها المبعوثان الأمريكيان، جارد كا شنيور صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه «36 عاما» يهودى محافظ اضطلعت أسرته بتقديم العون لحركة الاستيطان اليهودى فى فلسطين وجاسون جرينبلات الممثل الخاص لترامب فى المفاوضات الدولية فى كل من تل أبيب ورام الله، واجتماعهما بكل من بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ومحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لبحث فرص وإمكانية استئناف المفاوضات بين الجانبين أملا فى تسوية سلمية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى لم تسفر عن نتائج محددة، وكانت مجرد مباحثات افتتاحية دون جدول أعمال أو اقتراحات محددة، إلا أن إدارة ترامب تنثر كل يوم المزيد من التفاؤل حول فرص نجاح المحاولة التى يعتقد ترامب أنها يمكن أن تسفر عن «صفقة العصر»!
وبرغم الخبرة المحدودة لكل من جارد صهر الرئيس وزميله جرينبلات فى قضايا الشرق الأوسط والصراع العربى الإسرائيلي، يؤكد الرئيس الأمريكى أن المبعوثين الأمريكيين سوف يحققان النجاح فيما فشل فيه عتاة الدبلوماسية الأمريكية لأن صهره جارد على رأس المهمة!، دون أن يحدد ترامب أسباب ثقته الزائدة فى قدرة جارد..، صحيح أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس يبدى تفاؤلا شديدا بإمكانية تطورات القضية الفلسطينية واقتناع ترامب الراهن بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الصحيح المتاح، ورسائله الأخيرة إلى نيتانياهو كى يقلل من اندفاعه فى بناء المزيد من المستوطنات فى قلب الضفة الغربية،!، لكن نيتانياهو لايزال على مواقفه الأساسية، يرفض حل الدولتين اكتفاء بحكم ذاتى لا يتجاوز حدود البلديات، ويصر على بناء المزيد من المستوطنات، ليس فقط على أرض الدولة الفلسطينية ولكن على أراضى أسر فلسطينية تم طردها عنوة من أراضيها..، ولا أظن أنها كانت محض صدفة أن يعلن نيتانياهو هذا الأسبوع بناء مستوطنة جديدة فى عمق الضفة تزامنا مع وجود المبعوثين الأمريكيين.
وفى إسرائيل تؤكد دوائر عديدة أن نيتانياهو الذى نجح فى إفشال جهود الرئيس الأمريكى السابق أوباما وعاداه على مدى ثمانية أعوام على امتداد فترتى ولايته لا يمكن أن يرفض مبادرة ترامب أو يدخل معه فى عراك مرير مكررا تجربته مع أوباما ليؤكد استهانته بساكن البيت الأبيض جمهوريا كان أو ديمقراطيا، وأن قلق رئيس الوزراء الإسرائيلى من ردود أفعال ترامب غير المتوقعة يلزمه مسلك أقل تكبرا وعنادا انتظارا لفرصة مناسبة تمكنه من تقويض مشروع السلام الذى لم يبدأ بعد، لكن ثمة ما يشير إلى أن نيتانياهو لن يمكنه سوى الرضوخ للبيت الأبيض وربما يعلن قبوله حل الدولتين إذا استمر ترامب رئيسا للولايات المتحدة، رغم يقينه بأن تحالف الليكود سوف يتفكك ويندثر ليحل مكانه تحالف جديد بين حزبى العمل والليكود، ينجز المصالحة التاريخية بين العرب والإسرائيليين وينهى كل أوجه الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.