بقلم مكرم محمد أحمد
ربما لم يحقق مؤتمر باريس لسلام الشرق الاوسط كل المأمول، لكن الامر المؤكد أن المؤتمر بعث رسالة تحذير واضحة إلى الإدارة الامريكية الجديدة من مغبة اتخاذ اى خطوات أحادية ومتسرعة تدمر فرص سلام الشرق الاوسط، وتقضى على حل الدولتين وتعيد القضية الفلسطينية إلى المربع رقم واحد، وتضع منطقة الشرق الاوسط على حافة بركان جديد!.
واظن ان انعقاد المؤتمر قبل أيام معدودات من حفل تتويج ترامب رئيسا للولايات المتحدة يكفى دلالة على إصرار المجتمع الدولى على ان حل الدولتين هوالحل الوحيد الذى يمكن الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة فى دولة مستقلة، ويضع نهاية سعيدة للصراع العربى الإسرائيلى بتطبيق المبادرة العربية التى تؤكد «كل السلام مقابل كل الارض»، وتمكن إسرائيل من علاقات طبيعية مع كل الدول العربية، وبالتالى مع معظم دول العالم الإسلامي.
والواضح من رسائل مؤتمر باريس إلى كل الأطراف المعنية تزايد قدرة المجتمع الدولى على مواجهة اى محاولات نكوص عن حل الدولتين من خلال ردود أفعال قوية لاتكتفى بالرفض اوالإدانة، ولكنها تردع المخالفين باتخاذ خطوات إيجابية من شأنها تأكيد إعلان فلسطين دولة مستقلة، ودعوة كل دول العالم التى لم تعترف بعد إلى الاعتراف بالدولة الجديدة، وتدشين قيامها من خلال قرار جديد لمجلس الامن كما تم إعلان استقلال دولة إسرائيل.
وربما يكون المأخذ الوحيد على مؤتمر باريس التزامه بمطلب نيتانياهو المتعلق بالتفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون شروط مسبقة أسلوبا وحيدا للوصول إلى حلول لمشكلات الحل النهائي، الحدود والمستوطنات والأمن والمياه والقدس، صحيح ان المؤتمر حدد ضمن توصياته الأهداف المطلوبة من التفاوض على وجه محدد كى يثمر التفاوض المباشر أهدافه على نحو صحيح، لكن السؤال المهم، كم من الوقت ينبغى ان ننتظر حتى يتمكن الطرفان من الوصول إلى التسوية الصحيحة لهذه المشكلات!!..، لقد أمضى الطرفان أكثر من 25عاما فى تفاوض مستمر تعددت مراحله وتغيرت اسماؤه لكنه بقى مجرد تفاوض من أجل التفاوض لم يثمر اى نتائج محددة..، فهل المطلوب ان ننتظر 25عاما أخرى كما يقول أمين عام الجامعة العربية احمد ابوالغيط؟!، ام ان المفروض ان يكون هناك جدول زمنى يلزم الطرفين ضمانا لإنجاز الاهداف المرجوة فى مواعيدها المحددة مع الالتزام الكامل بوقف عمليات بناء المستوطنات وإلا كنا مثل الذى يحرث فى البحر او ينقش على الماء مجرد أوهام تذروها الريح.