الحرب على الكراهية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الحرب على الكراهية

 فلسطين اليوم -

الحرب على الكراهية

بقلم :مكرم محمد أحمد

لأن منظمات الإرهاب والتطرف بات فى وسعها أن تستخدم شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وشركات التواصل الاجتماعى ومواقعه الإلكترونية لتحقيق أهداف عديدة لها، تبدأ من تجنيد الأفراد إلى تنظيم الجرائم الإرهابية، إلى تدريب كوادره على تصنيع واستخدام أدوات القتل والتفجير إلى نشر أفكار العنف والكراهية ورفض الآخر، لم يعد ممكناً الإبقاء على هذه العناصر تعمل ما تريد تحت ذريعة حرية الرأى والتعبير، واعتقاد كثيرين أنها حرية مطلقة لا ينبغى المساس بها لأنها أصل الحريات وركنهاالمكين!، ولأنه لا شيء مطلق فى الوجود سوى الله بات ضروريا فى كل الديمقراطيات الغربية ضبط أداء هذه المؤسسات.

وهذا ما حدث فى ألمانيا أخيراً، حيث أصدر البرلمان الألمانى وبأغلبية عالية قانوناً جديداً يفرض غرامات باهظة على مؤسسات ومراكز ومواقع التواصل الاجتماعى تصل إلى حدود 50 مليون يورو (57 مليون دولار) لو أن مؤسسات مثل فيسبوك وتويتر وجوجل تراخت فى حجب المواقع التى تروج للعنف والكراهية والإرهاب أو تنشر أخباراً مضللة فى غضون 24 ساعة على أكثر تقدير .. ، وباعتراف عتاة الليبراليين الألمان فإن هذا القانون ربما لا يكون كافياً لحماية المجتمع من شرور الإرهاب لكنه باليقين يمثل خطوة مهمة فى الحرب على جرائم الكراهية وتشويه عقائد الآخرين وازدراء الأقليات العرقية والطائفية والدينية بعد أن تضاعفت اعداد هذه الجرائم فى ألمانيا بنسبة 300 فى المائة فى غضون العامين الأخيرين، لأنه دون هذه الإجراءات الضرورية يستحيل تغيير أداء بعض المواقع التى تستخدمها جماعات الإرهاب ويصعب حماية أمن المجتمعات من انتشار خطط وأفكار هذه الجماعات.

وفى مصر عندما أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قراراً بتطبيق عقوبة مماثلة قدرها مائتا ألف جنيه ارتفعت أصوات البعض تتهم القرار بالعدوان على الرأى الآخر ومحاربة الإبداع والإساءة إلى الدراما المصرية رغم أن القرار لا علاقة له البتة بأى من هذه المفردات ويخص فقط فاحش القول فى تحديد واضح ومحدد، بعد أن استشرت مفردات القبح والبذاءة فى جميع صور البث التليفزيونى ابتداءً من برامج الحوار السياسى إلى برامج التسلية والمسلسلات ، وبالطبع هناك أسباب كثيرة لشيوع هذه البذاءة تتمثل فى شراهة حوافز الربح لدى بعض منتجى القطاع الخاص، وغياب دور الدولة فى الإنتاج الفنى بما أغرق السوق بأعمال جد رخيصة، فضلاً عن الاعتقاد الشائع بأن الجمهور والسوق والعصر يريدون هذا النوع الهابط من الأداء ! وهو اعتقاد ثبت باليقين أنه خاطئ ومضلل، لأن الذين يضجون بالشكوى من هذه الصور البذيئة هم غالبية المصريين، والواضح من التجربة أن فرض هذه الغرامات الباهظة يمنع البذاءة والأداء الهابط من المنبع، لأن ما لا يزع بالقرآن يزع بالسلطان، فضلاً عن أن المقابل الموضوعى لحرية الرأى والتعبير هو الإقرار بمسئولية الكلمة وواجبها فى حماية أمن المجتمع وصون قيمه الأخلاقية وحمايته من الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على الكراهية الحرب على الكراهية



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday