إثيوبيا على مشارف نهضة كبرى
أخر الأخبار

إثيوبيا على مشارف نهضة كبرى

 فلسطين اليوم -

إثيوبيا على مشارف نهضة كبرى

بقلم - مكرم محمد أحمد

بين الدول الإفريقية التى حققت طفرة مُهمة فى تقدمها الاقتصادى تجاوزت العديد من اقتصاديات جيرانها، إثيوبيا التى تؤكد مؤشرات البنك الدولى تحسناً مُطرداً فى دخول أفرادها رفع نصيب الفرد من 171 دولاراً عام 2005 إلى 590 دولاراً عام 2015، ويأمل الإثيوبيون فى أن ترتفع متوسطات دخولهم عام 2025 إلى مستوى الدول المتوسطة بعد أن كانت من أفقر شعوب العالم، ويعود نجاح الإثيوبيين إلى قدرتهم على الحفاظ على معدلات نمو اقتصادى عالية على امتداد عدة سنوات متصلة، رفعت إجمالى الناتج القومى الي قرابة 70 مليار دولار عام 2018 بعد أن كان فى حدود 7 مليارات فقط عام 1981، فضلاً عن مقوماتها الاستثمارية التى مكنتها من أن تكون نقطة جذب مهمة للعديد من الاستثمارات العربية والأجنبية. هذا الإنجاز الواضح يعكس واقعاً اقتصاديا جديداً ومناخاً مواتياً يُشجع على الاستثمار والتنمية فى ظل سياسة هادئة ينتهجها رئيس الوزراء آبى أحمد، تعتمد نظام اقتصاد السوق الحر وتتبع سياسات مالية رشيدة وفرت للبلاد نظاماً نقدياً مستقراً، ومكنتها من جذب استثمارات ضخمة فى مجالات متنوعة، وتعد الصين وتركيا وأمريكا والسعودية والمغرب والاتحاد الأوروبى أكبر المستثمرين فى إثيوبيا برءوس أموال كبيرة، فالصين تستثمر المليارات من الدولارات فى مجالات الزراعة والبناء والتشييد ومشروعات البنية الأساسية، ويبلغ حجم استثمار شركة واحدة من الشركات الصينية فى مجال صناعة الجلود مليارى دولار، وتأتى السعودية فى المرتبة الثالثة بحجم استثمارات يتجاوز خمسة مليارات دولار، ويمتلك المستثمرون السعوديون أكبر مزارع البن فى إثيوبيا، كما أن المملكة السعودية تعد أكبر مستوردى البن الإثيوبى فى العالم، وتحتل الاستثمارات السودانية فى إثيوبيا مكانة متقدمة مع وجود أكثر من 800 شركة سودانية يبلغ حجم استثماراتها 4ر2 مليار دولار فى مجالات مختلفة, وكذلك دولة الإمارات التى تستثمر فى إثيوبيا ثلاثة مليارات دولار، وتركز على صناعة الدواء، وتبلغ استثمارات الكويت فى إثيوبيا أكثر من مليارى ونصف المليار دولار فى خدمات الطرق والمياه، كذلك استثمرت المملكة المغربية ما قيمته مليار دولار فى مجال صناعة الأسمدة، وتبنى المغرب فى إثيوبيا مصنعاً لإنتاج الفوسفات بقيمة 7ر3 مليار دولار، كما تنافس تركيا على الاستثمار فى إثيوبيا ويصل عدد الشركات التركية العاملة فى إثيوبيا إلى 350 شركة يعمل بها ما يقرب من نصف مليون إثيوبى. وبالطبع يلعب التنوع البيئى وطبيعة الأرض الواسعة ووفرة المياه وثراء الإمكانات من المعادن والغابات والمراعى دوراً رئيسياً فى تنوع الاستثمارات فى مجالات العمل والإنتاج المتمثلة فى الزراعة وتربية الحيوانات والتعدين، لكن البيئة الإثيوبية الاقتصادية أصبحت تتميز بمجموعة من الحوافز المهمة ساعدت على جذب المستثمرين، كما تتسم القوانين الاستثمارية فى إثيوبيا بالمرونة وتيسير الإجراءات أمام من يرغب فى الاستثمار، وقد نجحت حكومة آبى أحمد فى أن تعطى لإثيوبيا صورة أكثر جذباً للمستثمرين فى ظل سياسته تصفير المشكلات مع الجيران ونجاحه فى إنشاء علاقات جديدة مع إريتريا بعد عقدين من الصراع على مناطق الحدود، ويهتم الإثيوبيون كثيراً بفتح صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية الخالية من الصراعات والتى تركز أولاً على تحقيق التنمية ورفع مستوى معيشة الإثيوبيين، وبموافقة البرلمان الإثيوبى أخيراً على تعيين أول سيدة إثيوبية فى منصب الرئيس تكتمل صورة إثيوبيا الجديدة، دولة إفريقية ناهضة تُركز على السلام، يرأس سلطتها التنفيذية رئيس وزراء جديد يقود سياسة مُنفتحة تعتمد قوانين السوق، ويسعى لإنهاء صور الصراع القبلى والتمييز العرقى بين القبائل ويقوم على رئاسة الدولة دبلوماسية إثيوبية مُخضرمة هى السيدة ساهلي وورك زويدى التى عملت طويلاً فى الأمم المتحدة ومثلت أمينها العام فى الاتحاد الإفريقى، تضع ضمن أول أهدافها تعزيز مكانة المرأة الإثيوبية وتمكينها من المشاركة فى صنع القرار السياسى، ورفض كل صور القهر الذى تعانيه، وبتعيين السيدة ساهلي وورك رئيسة لإثيوبيا تكتمل صورتها الجديدة دولة أمن وسلام, وتركز أولوياتها على تحسين حياة الإثيوبيين وتضع على رأس اهتماماتها تعزيز التعاون مع الجميع.

 

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا على مشارف نهضة كبرى إثيوبيا على مشارف نهضة كبرى



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 16:57 2020 الأربعاء ,12 آب / أغسطس

الموت يغيب الفنان المصري سناء شافع

GMT 19:35 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

"مايكروسوفت" تحذر من خطر يهدد ملايين الحواسب

GMT 23:35 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

العلاقة الطيبة مع الجيران تنقذك من الموت بأزمة قلبية

GMT 09:43 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف شعبان

GMT 01:01 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة الراحلة زبيدة ثروت تطلب دفنها بجوار عبد الحليم حافظ

GMT 09:44 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

اتيكيت استقبال شهر رمضان

GMT 22:53 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

دي إس تستحدث موديلات كهربائية من "DS3" و"DS7"

GMT 08:29 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قوة العمارة الجيدة تبدو واضحة في منزل بني على قبو سجن قديم

GMT 00:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تكشف سعادتها بردود الفعل تجاه الطوفان

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday