الخاسرون يوم أمس الأول
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الخاسرون يوم أمس الأول!

 فلسطين اليوم -

الخاسرون يوم أمس الأول

بقلم : مكرم محمد أحمد

تؤكد مؤشرات اليوم الأول للانتخابات الرئاسية أن نسب خروج المصريين إلى صناديق الانتخاب سوف تكون مشرفة تفوق كل التوقعات رغم غياب منافس حقيقى للرئيس السيسى، وأن المصريين خرجوا إلى الصناديق بدوافع عديدة أهمها أن يقولوا شكراً للرئيس على حجم الإنجازات الضخم الذى تحقق خلال فترة حكمه الأولى، وأن المصريين يتطلعون إلى تطهير مصر من بؤر الإرهاب فى وقت قريب، وأن كل التقارير عن سير العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة يساندها الأمن والشرطة المصرية فى شمال ووسط سيناء وفى الظهير الصحراوى غرب الدلتا وصولاً إلى الحدود الليبية, تؤكد أن مصر قادرة على اجتثاث جذور الإرهاب، وسوف تجتثه قريباً ليتم إعلان مصر دولة نظيفة من بؤر هذه الجماعات.وما من شك أن واحداً من أهم أسباب هذا الخروج الذى كان كثيفاً فى نسبة مهمة من اللجان الانتخابية وجيداً فى كثير منها، ويفوق المتوسط فى معظمها، الوفاء لأرواح الآلاف من شهداء الجيش والشرطة الذين سقطوا دفاعاً عن أمن مصر واستقرارها لأنه دون هذه التضحيات الغالية كان من شبه المستحيل أن يتغير الحال، وتصبح مصر دولة آمنة مستقرة قادرة على حماية أمن شعبها، تستطيع أن تفرض حمايتها على كل شبر من أرضها، وأن تكون مهابة الجانب فى محيطها الإقليمى، وأن تتفوق قدراتها العسكرية لتصبح العاشرة على مستوى العالم.والأمر المؤكد أن الإتقان وجودة التنفيذ وسرعته باعتباره جزءاً مهماً من ملامح إدارة الرئيس السيسى كان بين العوامل المهمة التى حفزت المصريين على الخروج إلى صناديق الانتخاب، لأنهم يتوقون إلى أن تتحسن جودة حياتهم بما فى ذلك خدمات الصحة والتعليم والإسكان إلى هذه المستويات العالمية التى يرونها فى المدن الجديدة، التى تستوفى كل شروط الحداثة والعصر كمدن صديقة للبيئة، جزء من وظيفتها أن تُسعد سكانها وترقى بحياتهم وأذواقهم، وتنهى فترة كئيبة من حياة مصر، سادت فيها العشوائية وانعدام التنظيم وغياب تخطيط المدن والأحياء الجديدة، وفرض الجشع ذوقه على عمران الوطن ورأينا انعدام جميع شروط العمران والتعمير التى لفظت أنفاسها جميعا بسبب ضغوط فساد المحليات والإدارات الهندسية، إلى حد أن الأبراج السكنية التى ترتفع إلى طوابق شاهقة، تكاد تكون متلاصقة، يفصل بينها حارات مظلمة ضيقة كئيبة، لا يتجاوز عرضها مترين أو ثلاثة على أكثر تقدير تؤكد ان الفساد قد استشرى الى حد أفسد الذوق وأفسد حياة الناس وجعل من العاصمة مجرد عشوائية مترامية الاطراف!تلك هى الحوافز الجديدة التى أملت على المصريين ضرورة الخروج إلى الصناديق رغم أن الانتخابات ليست تنافسية، وهو أمر لا يمكن أن نُحمل الرئيس السيسى مسئوليته، لأنه ليس صحيحاً بالمرة أن السيسى أكره الفريق شفيق على أن يتنازل عن الترشيح والفريق شفيق لا يزال حياً يُرزق، وقد كّذب بنفسه هذه الرواية أكثر من مرة، وهو نفسه أكد للجميع انه لا يملك شروط المنافسة التى تُمكنه من أن يكون نداً منافساً للسيسى ومن المؤكد أيضا أن الفريق شفيق كان حريصا على وحدة المؤسسة العسكرية، وقد كُنت شاهد عيان على هذه الحقائق المؤكدة، لكن صحافة الغرب تُصر على تلفيق هذا الاتهام للرئيس السيسى، كما تُصر حتى الآن على أن السيسى قام بانقلاب عسكرى على حكم جماعة الإخوان، متجاهلة تماماً ما حدث فى 30 يونيو الذى خرج فيه أكثر من 40 مليون مصرى إلى ميادين جميع محافظات مصر يطالبون بإزاحة حكم المرشد والجماعة! ولا أظن أننى بحاجة إلى أن أؤكد أن الفريق سامى عنان أخطأ فى حق نفسه عندما تجاهل قواعد ولوائح المؤسسة العسكرية فى أمر ترشيحه، وزاد من عُمق خطئه خطابه الأول الذى وجهه للمصريين واتهم فيه القوات المسلحة بالإنفاق على الشعب مع أن الشعب يملك قواته المسلحة التى يدخل فى صميم واجبها أن تكون عونا لشبعها تدافع عن امنه و حقوقه، وسماحه ليوسف ندا أكبر ممول لجماعة الإخوان المسلمين أن يخرج فى إعلان تليفزيونى يؤكد ترشيحه للفريق عنان ويعلن عزم جماعة الإخوان على تمويل حملته الانتخابية، رغم أن أقطاب جماعة الإخوان لا يزالون يُحاكمون على ارتكاب جرائم وحشية، يستحيل إبراء ساحتهم منها لأنهم ضبطوا متلبسين بارتكابها وكان من واجب الفريق عنان أن يباعد بين ترشيحه ومساندة جماعة الإخوان ولايقحم نفسه فى هذه القضايا التى تنظرها المحاكم المصرية.أما انسحاب خالد على فالجميع يعرف أن «الحنجورى» الذى طالب بمقاطعة الانتخابات الرئاسية هو الذى رتب الاستقالة وحرض خالد على عليها فى حسبة «حنجورية» خاطئة هدفها التكتيكى إحراج الرئيس السيسى بأن يبقى المرشح الوحيد لانتخابات الرئاسة، فما الذى كان فى وسع السيسى أن يفعله ولم يفعله!، ورغم أننى لا أريد أن أنكأ جراحاً قديمة لكن تحميل الرئيس السيسى مسئولية غياب منافسين له فى الانتخابات الرئاسية ظُلم فادح. وأكبر الخاسرين من خروج المصريين أمس الأول إلى صناديق الانتخاب هم جماعة الإخوان التى تلقت طعنة نجلاء أجهزت على البقية الباقية من طموحها الكاذب، ومشكلة جماعة الإخوان أنهم كذابون يصدقون كذبهم، ويتوهمون أنهم لا يزالون جزءاً من المعادلة، وقد كان فى حسابهم أن معظم اللجان الانتخابية سوف تبقى فارغة، وأن الفضيحة سوف يكون لها جلاجل تدوى عندما يتم تصوير بعض اللجان خاوية على عروشها، وهو الأمر الذى لا يزالون يحاولون ترتيبه، لكن جماعة الإخوان خسرت وخسئت أمس الأول لأن النسبة الأكبر من الذين خرجوا إلى الصناديق يكرهون عودة جماعة الإخوان لحُكم مصر, لأنهم يعرفون جيداً ماذا يعنى عودة الجماعة إلى تصدر المشهد وقد أصبح لها ثأر مع الجيش والشرطة والشعب والقضاء لكثرة الضحايا الذين قتلتهم فى حربها الخاسرة، وأظن أن حملتهم الخاسرة ضد الجيش المصرى الوطنى واتهامهم له بأقذع الصفات وتطاولهم الخائن على القوات المسلحة يكشف عمق حقدهم وكراهيتهن لأشرف جيوش العالم فضلا عن حملاتهم الاخيرة المجهلة ضد أحكام الإعدام هى آخر أمل لهم للإفلات من حكم القانون بعد أن صدرت ضدهم بضعة أحكام لتورطهم فى مجازر ارتكبوها عقب ثورة يناير وربما يكون من حق بعض الجماعات القانونية أن تطالب بإلغاء أحكام الإعدام كما تم إلغاؤها فى معظم بلاد العالم، ولَيتهم يدفعون ثمن ذلك توبة نصوحا عن عملهم السياسى المنافق الذى يتكرس أول أهدافه فى القفز على السلطة!وما يزيد من غيظ جماعة الإخوان أن خروج المصريين إلى الصناديق قد أصبح له ملامح فولكلورية مصرية, تنشد للجيش المصرى أغنية «تسلم الأيادى» فى مشهد تتصدره المرأة المصرية التى خرجت أمس الأول مع زوجها وأولادها فى أبهى حللهم يحملون فى أيديهم أعلام مصر، ومن ورائهم الأجداد كبار السن يحرصون على المجىء مبكراً للإدلاء بأصواتهم، وجزء من المشهد المصرى الجميل أمس يتمثل فى خروج أقباط مصر إلى الصناديق بكثافة عالية يحفهم القساوسة فى موكب يجسد روح العائلة المصرية، جزء من مشهد أمس أيضا أن الفتيات الشابات كن أكثر حضوراً من الشباب الذى يصحو فى العادة متأخراً منتظراً موعد خروج الأصدقاء، لكن مواكب الخروج إلى الصناديق لم تنقطع طول النهار، موجات تتدفق تباعاً كثيفة وخفيفة لكن العرض مستمر، لم ينقطع لحظة واحدة إلى أن جاءت ساعة المغيب ليشتد الزحام على الصناديق, ويزداد الشارع المصرى بهجة وسروراً وألواناً متعددة تخلع على الصورة أجواء احتفالية مشرقة.المصدر : جريدة الأهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخاسرون يوم أمس الأول الخاسرون يوم أمس الأول



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday