بقلم ـ مكرم محمد أحمد
شىء عظيم بالغ الدلالة والمعنى يدعو للفخر والامتنان، أن تتصدر سيدات مصر مشهد الخروج إلى صناديق الانتخابات الرئاسية هذا العام، رغم أنها ليست انتخابات تنافسية يخوضها الرئيس السيسى لكسب المزيد من الأصوات تضمن له جدارة الاستحقاق، ولكن لأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة أخطر من ذلك بكثير، مهمتها أن تُثبت للعالم أن المصريين يقبلون التحدى وأن مصر تستطيع، وأنهم عازمون على اجتثاث الإرهاب، ولهذه الأسباب فإن من يستحق أن يتصدر المشهد فى هذا اليوم البالغ الدلالة، المرأة المصرية، أُم الشهيد وابنته وأخته اللائى دفعن عبر استشهاد أعزائهن ثمناً باهظاً من أجل أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار، ولم يحدث أن تبرمت سيدة واحدة على إمتداد هذه السنوات من التضحيات أو رفعت بصرها بنظرة عتاب رغم مصابها الجلل فى الابن والزوج والأخ الغالى الذين تم احتسابهم شهداء عند الله، ولهذا يحرص الرئيس السيسى على أن يُقبل رءوسهن حباً وكرامة وأن يكون فى حضرتهن الابن الخاشع المدين المعترف دائماً بفضل هذه التضحيات.ولعظمة هذا المشهد الإنسانى وروعته بلغت احتفالات عيد الأم هذا العام ذروتها الإنسانية والرئيس يكرم أم الشهيد، ويكرم إلى جوارها سيدات فاضلات من أمهات مصر المثاليات فى كافة المحافظات.بدأ الحفل الجميل المهيب بـ 40 عازفة كفيفة، يشكلون فريقاً سيمفونيا رائعاً لجماعة الأمل والنور، أمتع الحاضرين بعزف عدد من المقطوعات العالمية، وتفوق أداؤهن على العديد من الفرق السيمفونية فى العالم طبقاً لشهادات دولية موثقة، وحين إنتهى العزف وقف الجميع وأولهم الرئيس السيسى لهن تحية وإجلالاً للمرأة المصرية التى لم تعد مكسورة ومهيضة الجانب، وأصبحت تتولى الوظائف العليا فى كافة الهيئات القضائية، تحظى بستة مقاعد وزارية ناجحة، ونسبة تمثيل عالية فى البرلمان المصرى تؤكد تمكين المرأة المصرية فى صدارة العمل السياسى والتنفيذى فى الحكومة وقطاع الأعمال والبنوك، دون أى من صور التمييز التى كانت قائمة إلى زمن قريب، وتشكل قلب الإستراتيجية الوطنية 2030 للنهوض بحقوق المرأة وحمايتها من كل صور العسف والتمييز، يرتفع حقها فى معاش تكافل وكرامة إلى حدود 2 مليون مستفيدة فى غضون 3 أعوام من تنفيذ البرنامج، فضلاً عن الدعم النقدى لأكثر من 313 ألف مطلقة وأرملة وزوجة مهجورة الذى يتكلف 43 مليون جنيه، بما يؤكد حرص الدولة المصرية على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل حتى فى مجالات الدفاع والأمن.وكم كان جميلاً أن يحتفل السيسى بالجهود المتميزة لعدد من السيدات الرائدات، لعبن دوراً مهماً فى تنمية الاقتصاد الوطنى مثل د/هبه حندوسة، وفى رفع الوعى الدينى والتصدى للإرهاب مثل د/امنة نصير أستاذ العقيدة فى جامعة الأزهر أو مَن أفنين عمرهن فى تربية وتعليم أجيال عديدة دون أن يكون هدفهن تحقيق الربح، مثل السيدة ليندا سليمان التى أحاط بها تلاميذها (د/هالة السعيد وزيرة التخطيط و د/خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى و د/ هشام عرفات وزير النقل) حباً واحتراماً وهى تتحدث إلى الرئيس السيسى و د/ فرحة الشناوى كبير الاقتصاديين فى البنك الدولى والسيدة آمال فكرى رئيسة جمعية الأمل والنور. ويعكس الاحتفال بعيد الأم أمس عظمة تحضر الشعب المصرى الذى حرص منذ عهود الفراعنة على احترام الأم ورفع مكانتها، وصورها جنباً إلى جنب مع الرجل تنهض بكل المهام، كما صورها إلى جوار زوجها الفرعون تشاركه مهام الدولة، وتقف إلى جواره فى كل المهام، بما يؤكد أن المرأة كانت دائماً رقماً مهماً فى حياة هذا الوطن، لها تأثيرها البالغ فى ضبط أداء العائلة المصرية وانضباطها، همها الأول أن تنشأ أولادها نشأة صحيحة، تعلمهم فضائل الوطن وأهميته الدفاع عن شرفه وعرضه ومقدراته وحماه. ولا غرابة هذه المرة فى أن يوحد المصريون بين الوطن والأم، ويرفعون محبة الاثنين إلى مستوى الواجب والقداسة، الأم فى عمق رؤيتهم هى الأرض والمدرسة والعطاء والوطن، هى الحنان والشدة عند الضرورة، والحضن والملاذ فى كل الأحوال، خرجت إلى كل الميادين فى 30 يونيو كى تستعيد الوطن من خاطفيه من جماعة الإخوان، تطالب بإنهاء حكم المرشد والجماعة، والمؤكد أنها سوف تخرج إلى صناديق الانتخاب مع زوجها وأولادها تأكيداً على ثبات همة المصريين وصدق عزيمتهم ووفائهم للشهداء الأبرار.المصدر : جريدة الأهرام