بقلم: مكرم محمد أحمد
اعتقد أن التصريحات المفجعة التى صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد اجتماع مجلس وزرائه فى هضبة الجولان، تؤكد عزم إسرائيل على ضم الجولان للأبد بعد 43 عاما من احتلالها، ورفض الانسحاب من الهضبة السورية تحت أى من الظروف الاقليمية والدولية ومهما تكن الأسباب!، ونصيحته الساخرة إلى المجتمع الدولى بأن يعترف الآن بشرعية امتلاك إسرائيل للهضبة، ينبغى أن تشكل درسا قاسيا للحكم والمعارضة السورية اللذين يجتمعان فى جنيف، أملا فى تسوية سياسية توقف هذه الكارثة الانسانية التى أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف سورى وتهجير نصف الشعب وتدمير كل المدن السورية، كما تشكل درسا قاسيا لكل القادة العرب الذين لا يتحمس بعضهم لسرعة انهاء هذه الحرب القذرة التى تحولت إلى بؤرة صديد لا تنتج سوى الشر والتطرف!
كما أن عالما تسمح قواه العظمى ومؤسساته الدولية لرئيس وزراء إسرائيل أن يعلن على الملأ عزمه على ضم الجولان إلى الأبد رغما عن القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة التى رفضت محاولات إسرائيل ضم الجولان عام 1981، عالم كاذب منافق لاتزال تحكمه قوانين الغابة، يمكن أن يعطى نتنياهو هذه الفرصة فى اطار أفكار التقسيم التى لاتزال تسيطر على رءوس البعض!
لكن الأكثر إيلاما أن تصمت معظم العواصم العربية عن هذه التصريحات، مكتفية بتصريح الأمين العام للجامعة العربية الذى لا يستتبعه أية خطوة عملية واحدة، ترفع ولو مجرد شكوى إلى مجلس الأمن.
رحم الله الرئيس السادات وجزاه خيرًا لأنه رفض أن تبقى سيناء أسيرة الضعف والخلاف العربي.