المنطقة المأزومة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

المنطقة المأزومة

 فلسطين اليوم -

المنطقة المأزومة

بقلم : عمرو الشوبكي

استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى من الرياض مشهد غير متكرر فى العالم العربى، ذلك أن يستقيل رئيس حكومة لديه ظهير شعبى وسياسى وفى بلد لديه هامش ديمقراطى (وليس منشقاً عن النظام كما فى الدول الاستبدادية) فى عاصمة دولة أخرى ولو شقيقة، فى وقت يمر فيه هذا البلد بأصعب عملية انتقال للسلطة منذ تأسيسه وحتى الآن أمر يثير تساؤلات أكثر مما يقدم أى إيجابيات.

يقيناً الوضع فى لبنان والمنطقة ملتهب بعد أن تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء التى كانت تضمن حداً أدنى من التعايش بين الفرقاء اللبنانيين، وتحول إلى دولة فوق الدولة ترهن لحساب إيران قرار لبنان فى الحرب والسلام، ويتحول من حزب مقاوم إلى ميليشيا طائفية لن تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل كما يتوهم البعض، إنما ستحارب من أجل إيران والطائفية فى سوريا والعراق ولبنان واليمن حتى أصبح يمثل وجهاً آخر للجماعات الإرهابية السنية مع فارق رئيسى أن حزب الله ظل محافظاً على قدر من الشعبية (حتى لو خسر جزءاً منها) داخل بيئته الشيعية الحاضنة فلم يقتل أهله وطائفته مثلما فعل الدواعش فى كل المناطق السنية التى سيطروا عليها.

أن يرهن لبنان معظم معادلاته الداخلية فى السعودية وإيران دليل أزمة، وأن يذهب رئيس وزرائه للبلد العربى الأكثر مواجهة لإيران فى وقت أزمتها يطرح تساؤلات حول علاقة هذا الذهاب بأزمة السعودية الداخلية.

والسؤال: هل أراد الحكم البازغ فى السعودية أن يلعب بالورقة الإقليمية واللبنانية فى صراعاته الداخلية وفى المواجهة التى شهدتها البلاد بين الجناح القادم للحكم والجناح الذى يعتبر نفسه أحق بالحكم؟ وإلا لماذا جاء سعد الحريرى إلى السعودية فى هذا التوقيت الغريب؟

مدهش أن يأتى رئيس وزراء ويقول إن حياته مهددة فى بلده، إلى بلد آخر مهدد أيضاً بتحديات داخلية وخارجية، شهد توقيف 66 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات من كبار رجال الأعمال حتى شهدنا سقوط طائرة على متنها أمراء وقادة سعوديون (بينهم الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود).

المشهد الداخلى السعودى مقلق، حيث مثل أصعب عملية انتقال للسلطة تمر بها البلاد منذ نشأتها الحديثة، ويقيناً الطريقة الإقصائية التى تم التعامل بها مع «مراكز القوى» المناوئة للملك القادم (محمد بن سلمان) مقلقة. صحيح أن هناك من يرى أنه لا بديل عنها فى أى صراع على السلطة فى بلد غير ديمقراطى، وهو أمر شهدنا ما هو أكثر قسوة منه فى بلاد أخرى، أو كما ذكرنى أحد الأصدقاء بمشهد الصراع على السلطة فى مصر عام 1971 بين الرئيس السادات ومعارضيه فوصفهم بمراكز القوى وسمى إقصاؤهم بثورة التصحيح والحرب على الفساد، وهو فى حقيقته كان صراعاً على السلطة.

أهمية السعودية بالنسبة لمن يتفقون أو يختلفون معها كبيرة، فنحن أمام بلد حقق تقدماً اقتصادياً وتنموياً كبيراً وصار البلد العربى الأكثر تأثيراً فى محيطه الإقليمى، صحيح أن كيان الدولة فى السعودية غير مهدد تهديداً وجودياً ولكن الصراع على السلطة هذه المرة هو الأخطر والأصعب منذ تأسيسها. فحفظ الله شعبها وجنب منطقتنا المأزومة مزيداً من الحرب والدمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة المأزومة المنطقة المأزومة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday