الحكومة الجديدة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الحكومة الجديدة

 فلسطين اليوم -

الحكومة الجديدة

بقلم عمرو الشوبكي

من المرات القليلة التى تغيرت فيها الوزارة فى مصر للأفضل، ولم تندفع الدولة نحو اختيار الأسوأ كما هى العادة، وضمت الوزارة الجديدة عددا من الوزراء على درجة عالية من الكفاءة والتميز والنزاهة، فتغيرت 9 حقائب وزارية، ودُمجت وزارة التعاون الدولى مع الاستثمار، بالإضافة إلى 4 نواب لوزيرى الزراعة والتخطيط.

وجاءت أسماؤهم كالتالى:

د. عبدالمنعم عبدالودود محمد البنا- وزيرا للزراعة

المستشار عمر الخطاب مروان عبدالله عرفة- وزيرا لشؤون مجلس النواب

د. سحر أحمد عبدالمنعم نصر- وزيرة للاستثمار والتعاون الدولى

د. على السيد على المصيلحى- وزيرا للتموين والتجارة

د. محمد هشام زين العابدين الشريف- وزيرا للتنمية المحلية

د. هالة حلمى السعيد يونس- وزيرة للتخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى

د. خالد عاطف عبدالغفار- وزيرا للتعليم العالى والبحث العلمى

د. طارق جلال شوقى أحمد شوقى- وزيرا للتربية والتعليم الفنى

المهندس هشام عرفات مهدى أحمد- وزيرا للنقل.

وهناك من بين هذه الأسماء مَن أعرفهم معرفة شخصية، واتسم تاريخهم بالمهنية والعطاء، وهناك أسماء أخرى أنجزت فى أماكن عملها، وتركت بصمة واضحة.

ولعل من أبرز هذه الأسماء الدكتورة هالة السعيد، عميدة كليتنا المرموقة (الاقتصاد والعلوم السياسية)، والتى تركت بصمة علمية وإدارية كبيرة، ونجحت أن تدير كلية الاقتصاد بكفاءة ونزاهة طوال السنوات الماضية، وأن تحافظ على احترام التنوع الفكرى والسياسى داخل الكلية، وتضعها فى مصاف الكليات الكبيرة، ولولا القيود الإدارية والأمنية لأصبحت «الاقتصاد والعلوم السياسية» مركز إشعاع ثقافى وسياسى فى مصر والعالم العربى، وربما العالم (ولكنه على كل الأحوال غير مطلوب).

على أنى لا أنكر أيضا أنى كنت من المعجبين بالزميل أشرف العربى، خريج الاقتصاد والعلوم السياسية، فقد كان واحدا من أفضل الوزراء الذين تولوا حقيبة التخطيط، وتمتع بالكفاءة ودماثة الخلق، وكنت أتمنى أن نربح بقاءه فى الوزارة بجانب د. هالة السعيد.

يقيناً تغيير وزير التموين رسالة إيجابية، وسط رسائل أخرى سلبية، تقول إننا فى حكم ينحاز لكل مَن هو عسكرى فقط، فتغيير السيد اللواء، وزير التموين، لصالح د. على مصيلحى (خريج الفنية العسكرية، ولكنه عمل لأكثر من 25 عاما فى الحياة المدنية)، والذى امتلك رؤية سياسية وإدارية ناجحة، وأيضا قدرة على التواصل مع الناس (انتُخب أكثر من مرة نائبا فى البرلمان)، وهو شخص مثقف حاضر الذهن، وأيضا إدارى ناجح.

أما الدكتور خالد عبدالغفار فهو طبيب أسنان معروف، وقابلته ربما لعشر مرات لأسباب «طبية»، وكانت فرصة للنقاش المفصل معه، وهو شخصية مثقفة حاضرة الذهن دمث الخلق يتمتع برؤية نقدية بناءة، فهو ليس من النوعيات الأكاديمية التى تردد كلاما إنشائيا محفوظا ورتيبا، وتلك ميزة مهمة فى وزير التعليم العالى والبحث العلمى الجديد، فمطلوب أن يكون موظفا عاما جيدا، ولكن الأهم أن تكون لديه آراء نقدية من أجل تطوير تدريجى فى منظومة التعليم، حتى تصبح قضية أمن قومى.

وهناك إشادة بالوزير هشام عرفات من مصادر متعددة، سواء من حيث تعليمه ونزاهته، وهناك أسماء أخرى جرت الإشادة بها، وهناك أسماء كثيرة هناك مائة دليل على فشلها، ومع ذلك بقيت فى الوزارة، تماما مثلما أن هناك أسماء أخرى متواضعة الكفاءة دخلت الوزارة، بعيدا عن حرب الإشاعات والأكاذيب، التى اعتدنا عليها مع كل تغيير وزارى فى مصر.

فى المجمل يمكن القول إن الحكومة الجديدة أفضل من سابقتها، وهى تثير نقاشا دائما بين مدرستين فى العمل السياسى وفى فهم تطور النظم السياسية، فهناك الرؤية غير السياسية أو الفنية، التى لا تعطى أولوية للإطار السياسى الذى تتحرك فيه الحكومة، وتركز على الجوانب الفنية والمهنية للوزراء، وترى أن وجود وزير كفء ونزيه يكفى لحل مشاكل وزارته، وهى رؤية موجودة معنا منذ عقود، على اعتبار أن الإطار السياسى (إن وُجد) يحدده رئيس الجمهورية والأجهزة المعاونة.

أما الرؤية الثانية السياسية فهى لا ترى جدوى من تغيير كل الحكومة مادام الإطار السياسى الذى تتحرك فيه لا يدفعها نحو الإصلاح واتخاذ قرارات جريئة، وأن وجود وزراء أكفاء لن يغير كثيرا فى المعادلة القائمة التى حددتها الأجهزة الأمنية والسيادية.

والحقيقة أن كلا الرأيين لهما وجاهة، إلا أن من المؤكد فى بلد مثل مصر أن تنجح النماذج المضيئة فى داخل أى مؤسسة مصرية، سواء كانت حكومية أم خاصة، فى إحداث تراكم إيجابى، يشجع المجتمع على السير نحو الاتجاه الصحيح، ويضغط على الحكم من أجل تغيير جانب من معادلات السياسة.

صحيح أن الوضع الحالى صعب للغاية، وأن قبول أى شخص كفء ونزيه (مثل بعض أسماء أعضاء الوزارة الجديدة) الدخول فى الحكومة هو أمر يستحق التحية، إلا أن قدرته على الإنجاز وترك بصمة فى ظل الإطار السياسى الحالى أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا، لأن من الوارد تحت ضغوط الرأى العام وتزايد المشاكل أن يعيد الحكم النظر فى كثير من سياساته واختياراته حتى يكون هناك مردود للتغيير الوزارى.. وهذا ما يتمناه الكثيرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الجديدة الحكومة الجديدة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday