تجديد البلد
آخر تحديث GMT 15:59:33
 فلسطين اليوم -

تجديد البلد

 فلسطين اليوم -

تجديد البلد

بقلم-تجديد البلد

تحتاج مصر إلى تجديد كامل، يتطلب أيضا إصلاحاً شاملاً فى كل المجالات، وليس فقط فى مجال الخطاب الدينى، وأن الحديث المتكرر عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى بمعزل عن تجديد الخطاب السياسى والثقافى لا يضعنا فى الاتجاه الصحيح، ويقدم قضية تجديد الخطاب الدينى وكأنها قضية منعزلة عن باقى أزمات المجتمع.

والحقيقة أنه لا يوجد مجتمع تقدم واعتبر قضية تجديد الخطاب الدينى قضية تخص فقط رجال الدين إنما هى بالأساس قضية نظام سياسى، فأوروبا على سبيل المثال لم تجدد كنيستها نفسها إلا بعد أن تطور المجتمع نفسه ودخل فى عصر النهضة، واضطرت الكنيسة للانسحاب من المجال السياسى وأصبحت ملتزمة بقواعد دولة القانون المدنية والديمقراطية.

ورغم أن الكنيسة عرفت فى القرون الوسطى مجددين وإصلاحيين، إلا أن انتقالها إلى مرحلة جديدة بدأ عقب تطور المجتمع نفسه، ولم يطالبها أحد بأن تتطور فى ظل جزيرة متخلفة محيطة بها من كل جانب.

وقد قدم الأزهر وفضيلة الإمام أحمد الطيب رؤية تجديدية فى كثير من الجوانب (نراها غير كافية)، حتى إنها بدت فى كثير من الجوانب أكثر تقدماً من المجتمع نفسه، فكيف يمكن أن نطالب الأزهر بأن يكون مجدداً فى ظل مجتمع ملىء بالجهل والتعصب؟!.

ومَن قال إن الأزهر هو المسؤول فقط عن انتشار التعصب والطائفية فى كثير من ربوع مصر، أليست الدولة مسؤولة أيضا عن عدم نشر تعليم جيد وتطبيق دولة القانون؟، أليست الدولة مسؤولة عن خطاب سياسى وإعلامى يكرس قيم العدالة واحترام القانون؟، أليست الدولة مسؤولة كما قالت مرات عديدة عن محاربة الإرهاب بالتنمية والعدل وليس فقط بتجديد الخطاب الدينى؟!.

لو أصبح الأزهر مؤسسة مدنية مستنيرة بالكامل وتخلى عن كل ما يراه صحيح الدين، وبقى المجتمع على حاله دون أى تنمية (سياسية واقتصادية) أو تعليم جيد، يُغيّب إعلامه النقاش العام ويسطح قضايا السياسات العامة (صحة، تعليم، مواصلات) ويشاهد يوميا جرعات من الخرافة والبذاءة.. فهل سيختفى التطرف والجهل والتعصب؟ الإجابة بالقطع لا.. لأن محاربة كل هذه الآفات هى بالأساس مهمة الدولة والنظام السياسى، لأن كثيراً من المتطرفين الذين اعتدوا على المسيحيين وهدموا بيوتهم هم أقرب فى ثقافتهم إلى البلطجية والمجرمين، وكثير منهم لم يقرأ ابن تيمية، ولم يطلع على تفسير مستنير أو متشدد لآية قرآنية أو حديث، إنما هى الغوغائية والجهل السائدان فى مجالات أخرى.

صحيح نحتاج لمزيد من التجديد فى خطابنا الدينى ونحتاج لمزيد من الإصلاحات داخل الأزهر، ولكن نحتاج لتجديد أكبر بكثير فى منظومتنا السياسية والثقافية وإصلاح أكبر (بكثير) لمؤسسات الدولة.. وإن الشعوب تتقدم بمنظومة سياسية تنقلها للأمام وتفرض على الجميع احترامها وليس فقط عبر تجديد خطابها الدينى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجديد البلد تجديد البلد



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday