القمصان الصفراء 2 2
آخر تحديث GMT 15:42:16
 فلسطين اليوم -

القمصان الصفراء (2- 2)

 فلسطين اليوم -

القمصان الصفراء 2 2

بقلم : عمرو الشوبكي

اعتادت فرنسا الاحتجاجات التى تقف وراءها أحزاب وتنظيمات سياسية ونقابات عمالية، إلا احتجاجات أصحاب القمصان الصفراء الذين صالوا وجالوا فى كل المدن والطرق الفرنسية وهم يعلنون رفضهم سياسات الرئيس والبرلمان والأحزاب، بما فيها اليسارية والثورية، واعتبروا أنفسهم صوت الشعب، الذى لا يعبر عنه أحد من الطبقة السياسية.

والسؤال: كيف تتعامل النظم الديمقراطية مع الأصوات الاحتجاجية الرافضة للنظام والمؤسسات؟.. الملمح الأول هو أن النظام والمؤسسات فتحت منذ اللحظة قنوات مع المحتجين من خلال دَور الإعلام، الذى تابع لحظة بلحظة ما يجرى فى مواقع التظاهر، وسمح للمحتجين بأن يعبروا عن آرائهم من خلال الإعلام حتى لو كانوا يرفضون من الأصل وجود هذه المؤسسات ويرونها لا تعبر عنهم، ووضعوا حزب ماكرون الحاكم فى موقع الدفاع.

أما الملمح الثانى فهو قدرة النظام السياسى على دمج قطاع من هؤلاء المحتجين عن طريق الاستجابة لجانب من مطالبهم، التى تتركز فى إلغاء الزيادة فى سعر البنزين (حوالى 14%)، وأيضا التوقف على تحميل من يُعرفون فى فرنسا بذوى الرواتب مزيداً من الضرائب لا يتحملها الأغنياء والشركات الكبرى.

والحقيقة أن التجربة الفرنسية مع الثورات والاحتجاجات قديمة، ولعل ثورة أو احتجاجات الطلاب فى 1968 كانت البداية لتأسيس تيار أوروبى نجح فى دمج القوى الرافضة شرعية النظم القائمة لكى تعمل داخل المؤسسات القائمة، خاصة التيارات اليسارية الثورية التى نجحت المنظومة الديمقراطية فى تحويلها ليسار إصلاحى اشتراكى ديمقراطى.

أما مظاهرات القمصان الصفراء فهى لافتة لأنها فى بلد ديمقراطى لا توجد فيه قيود على عمل الأحزاب والنقابات، ومع ذلك شعر قطاع واسع من المواطنين بأن هذه المؤسسات لا تعبر عنهم فتظاهروا ضدها ورفضوها.

وقد شهد العالم العربى مظاهرات ضد الأحزاب والنخبة والمؤسسات الحاكمة فى العراق، ومصر (فى فترات سباقة) وتونس، مع فارق أساسى هو عدم قدرة (أو عدم رغبة) النظم الحاكمة فى دمج المحتجين فى العملية السياسية والمؤسسية القائمة.

التحدى الذى تواجهه فرنسا مع هذا النمط الجديد تماما من احتجاجات بلا عنوان، بلا قائد، بلا حزب، بلا نقابة (من الشعب مباشرة للسلطة)، هو فى قدرة نظامها السياسى والاقتصادى على استيعاب ولو جانبا من مطالب هؤلاء المحتجين، خاصة فى ظل طريقة استعلائية تعامل بها الرئيس الفرنسى مع الشعب وتجاهل فيها مطالب القيادات المحلية والجمعيات الأهلية، واكتفى بتأييد الأغلبية البرلمانية لسياسات حكومته وقراراته.

احتجاج فرنسا يقول إنه حتى فى النظم الديمقراطية هناك دائما أصوات لا تستطيع المؤسسات القائمة أن تستوعبها، ولابد أن تفتح لها الطريق وتستمع لها، وهذا لن يتم إلا بأن تجدد هذه المؤسسات من نفسها بالاستماع لصوت الشعب.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمصان الصفراء 2 2 القمصان الصفراء 2 2



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday