إرهابية فى تونس
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

إرهابية فى تونس

 فلسطين اليوم -

إرهابية فى تونس

بقلم : عمرو الشوبكي

فجرت إرهابية منتقبة نفسها فى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسى فى قلب العاصمة التونسية، مستهدفة حاجزا أمنيا ثابتا يقع فى نهاية الشارع بجوار المسرح البلدى مخلفة 20 مصابا بينهم 15 من رجال الأمن.

وقد سبق وضرب الإرهاب تونس فى نوفمبر 2015 حيث استشهد 12 عنصرا فى الأمن الرئاسى، وأصيب 20 آخرون فى هجوم انتحارى تبنّاه تنظيم داعش.

ومنذ ذلك التاريخ فرضت الرئاسة حالة الطوارئ مرات عديدة حتى الآن.

وتعد هذه العملية مختلفة عن كثير من العمليات السابقة حيث من قامت بالعمل الإرهابى سيدة انتحارية وليس رجلا، كما هو معتاد، كما أنها تنتمى لفصيلة الذئاب المنفردة أى للعناصر غير المعروفة لأجهزة الأمن وليس لديها ماض تكفيرى أو متطرف كما أنها استخدمت وسائل تفجير شديدة البدائية بما يعنى وجود خلية محلية منعزلة ساعدتها على القيام بهذا العمل الإرهابى.

والحقيقة أن الإرهاب فى تونس على محدوديته (النسبية) يطرح دائما سؤالا حول قدرة الديمقراطية على محاربة الإرهاب، خاصة أن تونس تعتبر تجربة التحول الديمقراطى الوحيدة فى بلدان الثورات العربية، كما أن جيشها محدود العدد والعدة لم يتدخل فى العملية السياسية حتى تكون هناك حجة للاعتداء عليه، كما أنه بلد دمج جزءا كبيرا من الإسلاميين فى العملية السياسية، ومع ذلك لم تقض تماما على الإرهاب ومازال هناك إرهابيون يستهدفون المجتمع والجيش. يقينا النظم الديمقراطية لن تهزم بمفردها الإرهاب، كما أنها لن تمنع وجوده، إنما بالحتم ستحد من انتشاره لأنها فتحت الباب أمام مواجهته فكريا وسياسيا وأمنيا ولم تعتمد على وسيلة واحدة لمواجهته، أى المواجهة الأمنية والعسكرية.

المؤكد أن أعداد الإرهابيين ومشاريع الإرهابيين فى تونس (على كثرتها النسبية) لا يمكن مقارنتها بأعداد إخوانهم فى ليبيا حيث تغيب الدولة الوطنية، أو سوريا والعراق حيث الاضطهاد الطائفى والاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى الذى خلق بيئة حاضنة جعلت مئات الآلاف من سنة العراق مثلا يقبلون بداعش نكاية فى طائفية الأحزاب الشيعية الحاكمة، قبل أن يكتشفوا أن داعش أكثر سوءا منها، فدعموا جيشهم وحرروا مدنهم بعد تغيير حكومة نورى المالكى ومشروعها الطائفى لصالح حكومات جديدة لديها بعد وطنى واضح. الديمقراطية لن تقضى على الإرهاب فى تونس أو غيرها، إنما ستحاصره وتنقذ كثيرين من خطر الانضمام لتنظيماته أو التواطؤ معه، لأن مهمة دولة القانون والنظام الديمقراطى أنها تعطى الأمل للمحبطين والمهمشين بإمكانية تغيير أوضاعهم، وأن هناك جدوى للتعبير السلمى عن آرائهم سواء كانوا مؤيدين للسلطة أو معارضين، فهى تفكك البيئة الحاضنة للإرهاب بإجراءات اجتماعية وسياسية، وتواجه التنظيمات الإرهابية بالإجراءات الأمنية. حفظ الله تونس والدول العربية والإنسانية من خطر الإرهاب، وكل التضامن مع ضحاياه فى كل مكان.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهابية فى تونس إرهابية فى تونس



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday