بقلم : عمرو الشوبكي
سيل الرسائل الذى تلقيته من أولياء أمور ومعلمين وخبراء تعليم كبير للغاية، ورغم تأكدى أن وزير التربية والتعليم لن يستمع إلى أى ملاحظات تتعلق بتطوير التعليم، وأنه سيستمر فى سياساته البعيدة كل البعد عن أى إصلاح حقيقى للتعليم فى مصر، إلا أنى سأنشر رسالة مهمة من الدكتور مجدى أبادير الأستاذ فى كلية الهندسة جامعة القاهرة جاء فيها:
أتابع ما تكتبونه فى «المصرى اليوم» يوميا، وسعدت لإثارتكم قضية تطوير التعليم، وأود أن أقول إنى أعمل منذ 40 عاما فى مجال التدريس الجامعى منذ تعيينى معيدا بكلية هندسة القاهرة، وحاليا عضو بلجنة القطاع الهندسى التى تضع سياسات التعليم الهندسى وتتابع تفعيلها. وبالإضافة للموضوع الذى أثرتموه والمتعلق بإلغاء مادة المستوى الرفيع واللغة الثانية بمدارس اللغات الحكومية (وهو الموضوع الذى رد عليه السيد الوزير بأن المدرسين هم الذين حرضوا الأهالى عليه !!) فهناك نقط أخرى لا تقل أهمية أوجزها فيما يلى:
الأصل فى حل أى مشكلة هو تحديد أسبابها، والعمل على حلها، والمشكلة الأولى هى متوسط كثافة الفصول التى تعوق أى محاولة للتطوير، والتى تصل إلى أكثر من 80 تلميذا فى الفصل وتتعدى فى بعض الأحيان 120 تلميذا. وكان الأجدى أن يتم وضع خطة للنزول من هذه النسبة تدريجيا عن طريق تخصيص مبالغ سنوية لهذا الغرض واضعين فى الاعتبار الزيادة السكانية المطردة. وعلى التوازى المفروض أن يتم تأهيل المدرسين على تغيير مفهوم «التدريس من التعليم» إلى «التعلم» حيث يتم تطوير مناهج كليات التربية حتى يتعلم المدرس أولا كيف يبحث عن المعلومات بحيث يستطيع نقلها للتلاميذ لأن فاقد الشىء لا يعطيه.
أما ما أعتبره نقطة ضعف خطيرة فى النظام الجديد فهو الإصرار على تطبيقه على طلاب السنة الأولى ثانوى بدعوى أن معظمهم متمكن فى طريقة التعامل مع النت. وقد يكون هذا صحيحا فى مراسلات الواتس آب والفيس بوك، أو فى البحث عن ألعاب إلكترونية أو أفلام إباحية، ولكن إقناع الطالب الذى صار له تسع سنوات يتعلم بنظام التلقين بأن يبحث عن المعلومة بنفسه فهذا يستلزم تغيير منهج التفكير لدى المعلم (الذى اعتاد على التلقين) والطالب (الذى اعتاد على تلقى المعلومة منذ الصغر دون مجهود). ولا أفهم إصرار السيد الوزير على هذه النقطة تحديدا مع أن المنطقى أن يتم تطبيق أى نظام ثورى فى التعليم منذ الحضانة وليس بالمرحلة الثانوية.
أخيرا وآسف على الإطالة، فإن «التابلت» وسيلة وليس غاية، ختاما أعلم أنكم وغيركم تحرثون فى بحر.. ألم يرد السيد الوزير على انتقادات لجنة التعليم بمجلس النواب بأن الرئيس يساندنى؟، وهو رد فى غير محله.. ربنا يستر على أولادنا وأحفادنا.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع