بقلم-عمرو الشوبكي
حصل الدكتور مصطفى النجار، طبيب الأسنان، والبرلمانى السابق، على حكم بالحبس 3 سنوات فى قضية إهانة السلطة القضائية، وهو الحكم الذى أيدته محكمة النقض منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
ومنذ ذلك التاريخ اختفى النجار عن الأنظار ولا يعرف أهله ولا أصدقاؤه ولا المجلس القومى لحقوق الإنسان مكان اختفائه، وهو ما فتح الباب أمام أقاويل كثيرة، آخرها ما جاء كرواية غير مؤكدة على موقع «أى ميدل إيست» بأن مصطفى قد أُطلق عليه النار أثناء محاولته عبور الحدود الجنوبية متجها إلى السودان، بما يعنى لا قدر الله احتمال وفاته.
يقينا هذه الرواية ليست مؤكدة ولا موثقة، ولكنها مقلقة، خاصة بعد أن تواصلتُ (حوالى 6 مرات) منذ الشهر الماضى مع كل من الأستاذ محمد فائق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأستاذ ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، اللذين أكدا أن أجهزة الأمن لم تلق القبض على النجار وأنه مختفٍ حتى لا ينفذ حكم الحبس، وأكدا أن مصطفى النجار لم يُلق القبض عليه، كما أكد رشوان أنه لم يطلق عليه النار أثناء أى محاولة هرب خارج البلاد.
المحزن فى هذا الموضوع أن يصل مسار شاب بكل مواصفات مصطفى النجار إلى هذه الحالة التى لا نعرف فيها مصيره، فهو ليس إرهابياً ولا محرضاً على العنف حتى نقول إنه صُفى أو أُخفى، وهو أحد شباب ثورة يناير الذين تحاوروا مع الدولة منذ اليوم الأول لأنهم يعرفون أن السياسة تفاوض وحلول وسط لا مزايدة وشتائم، وظل النجار صوت اعتدال وحوار مع الجميع، اختلف معه البعض واتفق معه الكثيرون، وترشح فى الانتخابات البرلمانية وفاز على مرشح سلفى مدعوم من الإخوان، وأصبح أصغر عضو فى البرلمان، وتزاملت معه لما يقرب من عام، وكان نموذجا مشرفا للاحترام والوطنية (بلا شعارات) والخلق الحميد، وهى كلها صفات لم تعد مطلوبة.
النجار صوت اعتدال إصلاحى، وظل سلاحه كلمة يكتبها لسنوات فى «المصرى اليوم» و«الشروق» إلى أن توقف مؤخرا عن الكتابة وابتعد تماما عن العمل السياسى وأصبح طبيب أسنان ناجحا يعمل من أجل أبنائه وأسرته وحقق نجاحا كبيرا.
الحسرة الكبيرة لماذا سرنا فى مسار يختفى فيه طبيب أسنان مرموق، وكاتب موهوب، وبرلمانى سابق عن الأنظار؟ وكيف يمكن إصلاح هذا العطب الذى جعلنا لا نعرف مصيره؟!!.
ثقتى فى كلام فائق ورشوان كبيرة بأن النجار ليس محتجزا لدى الأجهزة الأمنية (كلام يميل له محامى النجار نجاد البرعى أيضا)، ولكن تظل مسؤولية الدولة فى البحث عنه باعتباره مواطنا غائبا ومختفيا أساسية، متمنيا فى هذا الظرف الصعب فقط السلامة لمصطفى وعودته لزوجته وأبنائه الأطفال الثلاثة، وأمه، وأشقائه، سالما ومنفذا لحكم الحبس.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع