بقلم - عمرو الشوبكي
لا أعرف ماذا سيفعل بعض إعلامينا بعد أن قالت السعودية مؤخرا عكس ما قالوه سابقا فى قضية مقتل خاشقجى، ولماذا نحن دون غيرنا عندنا هذا الكم من الهراء والخزعبلات وكأن هناك من يقول: لا بأس أن ينهال على الناس أكوام من الخرافة والتجهيل طالما أن المستقبل هو الشعب، ومع ذلك فمن المفرح القول إن ضحايا التجهيل لم يعودوا أغلبية ولكنهم بلا شك مازالوا مؤثرين.
اعترفت السعودية بمقتل خاشقجى فى وقت كان يروج فيه بعض الكتاب «أنه خطف من قبل قطر وتركيا لأنه قرر أن يعود إلى حضن الوطن»، ثم قالت السعودية إن قتله لم يكن نتيجة مشاجرة كما ذكرت فى البداية إنما كانت هناك نية مسبقة باغتياله، فارتبكت جوقة مخربى الضمائر والعقول.
لم تكتف السعودية بالاعتراف بجريمة قتل داخل قنصليتها إنما أضاف ولى العهد السعودى محمد بن سلمان على هامش مؤتمر الاستثمار فى السعودية (دافوس الصحراء) قائلا: «اقتصاد قطر قوى، وسيكون مختلفاً ومتطوراً بعد 5 سنوات، ودول المنطقة هى (أوروبا الجديدة) اقتصاديا»، وهو بذلك يشيد باقتصاد قطر لأول مرة منذ مقاطعتها فى إشارة إلى احتمال فتح صفحة جديدة فى العلاقات السعودية القطرية كأحد تداعيات عملية مقتل خاشقجى.
وعاد الرجل فى جلسة علنية فى المؤتمر وقال: طالما أن فى السعودية ملك اسمه سلمان بن عبدالعزيز، وولى عهد اسمه محمد بن سلمان، ورئيس جمهورية فى تركيا اسمه أردوجان فلن يستطيع أحد أن يحدث شرخ فى العلاقات السعودية- التركية.
وقد قال بن سلمان هذا الكلام رغم الصرامة التركية فى التعامل مع السعودية، أما فى مصر فوجدنا أحد النواب المؤيدين بشدة يطالب بضم أردوجان إلى قائمة المتهمين فى قضية قتل خاشقجى وهو أمر لم يستطع أحد فى العالم، بمن فيهم أشد المعارضين لأردوجان، قوله لأنه كلام يتعلق باحترام النفس أولا والعقل والمنطق ثانيا.
المؤسف هو فى تصور أن الخرافة والتجهيل والكلام الغير متزن يمكن أن يكونوا حلفاء لأى نظام، وعلى من أهانوا مصر وشعبها فى الأسبوعين الأخيرين أن يفكروا مرة أخرى فيما قاله ولى العهد السعودى محمد بن سلمان عن أطراف أهالوا لها الشتائم والاتهامات البلهاء، وليس تأكيد الخلاف السياسى المشروع مع توجهاتها.
ماذا سيفعل أحد النواب بعد أن تطوع بصورة مهينة وقال على جريمة قتل إن «مخطط قطر سيفشل وستبقى السعودية شامخة». لقد أخذت تركيا نقاطا فى السياسة والاقتصاد منذ تفجر قضية خاشقجى بأدائها الاحترافى، والسؤال الذى يجب أن نفكر فيه من الآن جميعا ماذا ستفعل مصر الشعب والدولة (وليس المطبلين) لو تصالحت السعودية مع قطر وتقاربت أكثر مع تركيا؟
يجب أن نفكر فى سيناريوهات مصرية.. سنناقشها غدا.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع