بقلم : عمرو الشوبكي
حين أرسل أحد كبار أساتذة اللغة العربية رسالة استغاثة إلى وزير التربية والتعليم، كنت متوقعاً عدم اهتمام الوزير ولا مكتبه بما جاء فيها، فقد تكلم الوزير كثيرا عن تطوير التعليم ولم يحققه، وتعامل بفوقية مع العاملين فى مجال التعليم، وعلى رأسهم المدرسون، نتيجتها كانت تدهورا فى مستوى التعليم وضجيجا شكليا حول إصلاحه.
وقد جاءتنى هذه الرسالة الثانية من رجل التربية والتعليم (لديه أيضا موقع لقواعد النحو يعتبر من بين أهم مواقع اللغة العربية) تضمنت التالى:
الأستاذ الدكتور عمرو الشوبكى
السلام عليكم ورحمة الله
كاتب الرسالة لسيادتكم هو المدرس الذى تكرّمتم منذ فترة بنشر رسالته بعنوان (استغاثة عالم إلى وزير التربية والتعليم)، ولقد أحببت أن أحيط سيادتكم علماً بما حدث بعد نشر الرسالة من تطورات.
ورغم أن النداء كان موجهًا بالدرجة الأولى إلى وزير التربية والتعليم، إلا أن الحقيقة أنه لا جهة رسمية فى الدولة حرّكت ساكنًا: لا وزير التربية والتعليم، ولا أى مسؤول بوزارة الصحة، ولا أى جهة رسمية أخرى، إلا أن مما يخفف المرارة من هذا التجاهل ما لقيته من الحفاوة والاهتمام من جهات غير رسمية أبدت كل التعاطف معى.
وأول هؤلاء هى الأستاذة الدكتورة إيمان عبدالغنى (طبيبة مصرية تعمل فى المملكة العربية السعودية)، والتى تلقفت مقالكم الكريم فوجهته إلى كل الإخوة الأطباء المتابعين لصفحتها والذين لم يقلوا عنها كرماً فعرض على الكثير منهم المساعدة، وانتهى الأمر بعرض بالغ الكرم من الأستاذ الدكتور محمد عبدالله ومجلس إدارة مستشفى المدينة الدولى بالزقازيق والذين استضافونى فى المستشفى على نفقتهم الكاملة لمدة 12 يومًا، تفضلوا خلالها مشكورين بإجراء عمليتين جراحيتين لى بشكل مجانى بالكامل؛ حيث لم يكتفوا بإجراء عملية ترقيع لقرحة القدم التى كانت تمثل المشكلة الصحية الرئيسية لى، وإنما أصروا مشكورين على علاج مشكلة السمنة المفرطة عن طريق إجراء جراحة تحويل مسار مصغر للمعدة.
وخرجت من المستشفى ليس فقط وقد تخلصت من آلام القرحة، وإنما أيضا وأنا فى طريقى للتخلص من مشكلة السمنة المفرطة، بل من مرض السكر أيضا.
والآن وقد بدأت فى التعافى، فإنه لا يفوتنى أن أرد الفضل لأهله، خاصة الدكتورة إيمان عبدالغنى، والأستاذ الدكتور محمد عبدالله وكل مسؤولى مستشفى المدينة الدولى بالزقازيق، والأستاذ الدكتور عماد صلاح الذى أجرى الجراحتين متطوعًا بأجره، ولكل من عرض المساعدة من الأطباء الكرام.
ولأن كل هؤلاء الإخوة الكرام قد تطوعوا مشكورين لمساعدتى، مدفوعين فى المقام الأول بالتقدير لمقالكم ولقلمكم، فقد رأيت أنه ربما كان من الواجب أن أقترح عليكم التكرم بنشر رسالتى إعطاءً لكل ذى حق حقه.
سيبقى المجتمع المصرى رغم مشاكله الكثيرة أكثر حيوية ونبلاً من كثير من المسؤولين.