شهادة مبارك
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

شهادة مبارك

 فلسطين اليوم -

شهادة مبارك

بقلم-عمرو الشوبكي

رغم كل الصخب الذى أثارته شهادة مبارك ما بين مؤيد ومعارض، إلا أنها ستبقى صورة إيجابية فى تاريخ مصر السياسى أن نرى رئيسا سابقا يسير آمنا على قدميه ويذهب كأى مواطن ليدلى بشهادته فى المحكمة أيا كان الرأى فى هذه الشهادة.

والحقيقة أن صورة مبارك مازالت تثير الجدل والخلاف فى مصر، لكنها لم تعد هى مصدر الاستقطاب، ولذا سنجد أن هناك من دافع عن مبارك وهناك من هاجمه، وكلا الفريقين نسى أو تناسى أن الخلاف مع الرجل أو تأييده أمر مشروع فى السياسة وأن الصورة الإيجابية التى أخرجتها مصر عقب ثورة يناير هى فى قدرتها على ألا تسقط فى مسار الانتقام الثورى وتصفية الحسابات السياسية بإعدام مبارك ورجاله كما طالب البعض، لأن البلاد التى أعدم فيها الناس بأيديهم حكامهم مثل القذافى فى ليبيا لم تخرج من دائرة العنف والانتقام المتبادل حتى اللحظة. لقد صمدت مصر فى مواجهة خيارات الانتقام الثورى والدينى وتمسكت بالمسار القانونى الذى جعلنا نرى أول رئيس مصرى سابق يمارس حياته بشكل طبيعى.

إن مشهد سقوط مبارك والتمسك بمحاكمته أمام قاضية الطبيعى (مهما كانت انتقادات البعض) وإدانته بالسجن المؤبد، ثم إعادة محاكمته وبراءته، ثم إدانته بحكم بات ونهائى من محكمة النقض فى قضية فساد القصور الرئاسية، وينفذ الرجل الحكم ويخرج بعدها بشكل طبيعى، هى أمور فى جوهرها إيجابى.

إن قبول فريق سياسى معارض بالقواعد القانونية السائدة بشرط تطبق على الجميع وبشكل غير انتقائى، فلا يستفيد منها فقط إلا مبارك وتتجاهل حقوق شباب مدنى محبوس منذ سنوات.

أزمة مصر لم تكن فى الانتقام ممن حكموها إنما تغيير المنظومة السياسية والاجتماعية والثقافية التى أفرزوها، وهذا لن يتم إلا بدولة قانون وتغيير تدريجى للمنظومة السائدة لا الانتقام من أشخاص.

لقد طبق القانون على مبارك وأدين فى حكم نفذه الرجل وخرج وأصبح من حقه (مهما كان رأينا فى حكمه) أن يمارس حياته بشكل طبيعى، وأن كل من يشغل باله بتصفية حسابات مع مبارك هو يهدم المستقبل لصالح صراعات الماضى.

لم أكن من مؤيدى مبارك حين كان فى السلطة، والرجل له إيجابيات كثيرة وسلبيات أكثر، وأهم إيجابياته أنه سمح بهامش ديمقراطى، وأنه انتمى لجيل القادة المحاربين الكبار من جنرالات عظماء حرروا الأرض وأعادوا الكرامة، وأن الاختلاف الكلى أو الجزئى مع مبارك لا يجعلنا نهدم المبدأ القانونى الذى يحكمنا جميعا، وتصبح قضيتنا تطبيق القانون على الجميع لا أن يبدو أنه أنصف مبارك وجار على آخرين.

فالعدالة مطلوبة للجميع ولكل الاتجاهات السياسية، ودولة القانون هى وحدها القادرة على حماية البلاد من الإرهاب والأزمات الاقتصادية والسياسية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة مبارك شهادة مبارك



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday