ليس كلاماً عابراً
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ليس كلاماً عابراً

 فلسطين اليوم -

ليس كلاماً عابراً

بقلم : عمرو الشوبكي

ما قاله الرئيس فى مؤتمر الشباب مؤخرا فى شرم الشيخ، ولم يفهمه البعض، كان شديد الوضوح حين قال: إذا تركناكم تتحركوا كنتوا ستضيعون البلد وتهدوا الدولة وإذا تحركنا نحن تزعلوا»، والحقيقة أن هذه الجملة تعكس بالضبط الإطار الحاكم الذى سارت فيه البلاد عقب ترتيبات 3 يوليو، والتى اعتبرت أن البلد قد ترك الشعب ونخبته يديرون فيه السياسة والحكم باحتجاجات ومليونيات فوضوية أدت فى النهاية إلى وصول الإخوان للحكم بكل ما ترتب عليه من مخاطر سقوط الدولة وأخونتها.

هذا الفشل الذى أعقب ترك الشعب ليتحرك دون وصاية عقب يناير أعطى المبرر للحكم الجديد أن يؤسس لمعادلة فيها إقصاء للشعب وللمجتمع ولنخبته السياسية (هناك تيار واسع من الشعب سعيد بإقصائه)، وأن أى استعادة لتعبير قيادات فى الداخلية الذى قيل عقب ثورة يناير «الشعب ركب يا فندم» ستعنى العودة للفوضى والفشل.

جملة الرئيس لم تكن عابرة ولا لغزا حير البعض، إنما عكست تصورا استند إلى شواهد واقعية جرت على الأرض تقول إن الشعب، ممثلا فى قياداته السياسية والحزبية، فشل فى إدارة البلاد عقب ثورة يناير، وإن تيارا واسعا من نخبته وأحزابه المدنية استدعى الجيش للتخلص من حكم الإخوان أو تقبله لقناعة حقيقية باستحالة إنهاء حكمهم بأى وسيلة ديمقراطية.

وقد أدى ذلك إلى انقسام عميق بين تيار غالب أيد سلطة 30 يونيو وبين تيار آخر عارضها، ومع الوقت انقسمت الأغلبية بين تيار مدنى واسع اقترب من المعارضة مع نهايات الفترة الأولى من حكم الرئيس السيسى، وتيار آخر مؤيد (مطبل) ساهم فى القضاء على الوجه المدنى والشعبى لـ30 يونيو وحولها إلى أداة للإقصاء والتحريض والشتائم. أما تيار الأقلية بقيادة الإخوان الذى عارض كل ترتيبات 30 يونيو منذ البداية فقد حمل مشاعر كراهية وثأر وانتقام من كل التيارات المدنية التى أيدتها ولن يفرق معه أن أغلب الشعب كان معها، ولا أنهم كانوا السبب الرئيسى وراء فشل المسار السياسى عقب ثورة يناير.

إن هذا الانقسام، أو بالأحرى الاحتقان الحالى، سيسهل على أى قيادة سياسية القول: وإذا تركنا لكم السلطة فكيف ستديرون علاقاتكم ببعض، هل لدى الأحزاب السياسية رؤية للبناء وتقديم البدائل؟، أما أن صراعاتها الداخلية وصراعاتها فيما بينها وبين أجيالها تجعلها فى وضع غير قادر، ليس فقط على الحكم إنما أيضا التأثير، كما أن هناك تحريضا متبادلا بين التيار المدنى والإسلامى، وبين الأحزاب التقليدية والأحزاب الثورية، وهناك مجتمع فشل فى تنظيم نفسه فى نقابة أو اتحاد ملاك عمارة، وهى كلها مشاهد تغرى أى نظام سياسى بالقول، كما ذكر الرئيس السيسى، دعونا نتحرك نحن نيابة عنكم، ولا تقفوا أمامنا لأنه حين جاءتكم الفرصة ضيعتموها.

يقينا هناك أسباب تاريخية وسياسية لضعف المجتمع وتعثره فى بناء نظام ديمقراطى، ليس لأن طبيعته «متخلفة» كما يردد بعض «المتخلفين»، فالتحدى هو فى كيف يمكن جعل الشعب والمجتمع والنخب المدنية رقما فى أى معادلة سلطة فى مصر، بعد أن اعتبر الحكم أنه أخذ فرصة وحيدة عقب ثورة يناير ولم يوفق، ويقينا سيكون قادرا على أخذ فرصة جديدة لينجح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كلاماً عابراً ليس كلاماً عابراً



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday