فضيلة الإمام
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

فضيلة الإمام

 فلسطين اليوم -

فضيلة الإمام

بقلم-عمرو الشوبكي

إمام الأزهر وشيخه أحمد الطيب هو واحد من رموز مصر الكبار، فالرجل يتسم بالنزاهة والاستقامة والزهد والاتساق مع النفس، وينال حب واحترام قطاع واسع من ملايين المصريين عن قناعه وليس إجبارا.

والمؤكد أن الأزهر مؤسسة عملاقة وجزء مشرف من تاريخ هذا البلد وصحيح أيضا أنها مؤسسة محافظة لم تطور بالقدر الكافى، ومازال يعشش فى داخلها اتجاهات شديدة المحافظة منعزلة عن العالم وغير قادرة أن تؤثر فيه، إلا أن ذلك لم يحل دون وجود تيار إصلاحى قاده الإمام أحمد الطيب وأجرى مراجعات عميقة فى كثير من مناهج الأزهر وطرح بجرأة قضايا المواطنة والعيش المشترك والإيمان بالديمقراطية والعدالة ودولة القانون المدنية، وهى كلها أمور لم يكن من الوارد التطرق لها قبل مجىء الشيخ الطيب.

المؤسف أن الأزهر وإمامة يتعرضان من حين لآخر لحملات هجوم شرسة تعاقبه على جوانبه الإيجابية ولا تهدف لإصلاح سلبياته، ولذا لم يندهش الكثيرون أن يركز دائما خطاب شيخ الأزهر على الاعتزاز بكرامته وكرامة المؤسسة.

يحسب للأزهر ولإمامة الكبير أنه فتح الطريق لحوار حقيقى بين الأزهر والكنيسة الكاثوليكية، وقد تكون زيارة البابا فرنسيس لمصر منذ عامين دليلا على جدية هذا الحوار ومشاركته فى مؤتمر لا ينتمى لمؤتمرات كثيرة يشهدها العالمين العربى والإسلامى بلا رسالة ولا هدف.

ولأن لقاء الإمام والبابا كان جادا وعميقا، فتكلم عنه العالم كله بتلقائية لأن ما يمثله الأزهر وما يقوله حتى لو اختلف معه البعض حقيقى وصادق ويعكس تاريخا حقيقيا عريقا لا يمكن هدمه أو تقويضه، كما أن صدق البابا فرنسيس جعل العالم كله يأخذ ما يقوله بمحبة وثقة، وأصبحت له مكانة خاصة بين مختلف شعوب العالم والأديان.

صحيح أن هناك بعض الملاحظات على خطاب الأزهر الدينى والسياسى، حيث غاب عنه النقد الذاتى لبعض الجوانب السلبية فى تاريخنا وثقافتنا الإسلامية، وكأننا ملائكة ولا نتحمل جانبا من المسؤولية عما يجرى فى العالم من «شرور» ومن غياب للعدالة ومن الظلم.

إن النقد الذاتى الحصيف يقوى من موقف الأزهر على الأقل على المستويين التاريخى والثقافى (ولا نقول السياسى).

وستظل معضلة الأزهر مثل باقى المؤسسات فى مصر هى فى غياب أدوات الإصلاح والتجديد التى لن يقوم بها فقيه أو عالم داخل محرابه، إنما هى مشاريع شاملة لنهضة المجتمعات تشمل السياسة والثقافة والاقتصاد والدين، ولا يمكن أن يكون هناك «أزهر ليبرالى» فى ظل نظام غير ديمقراطى أو أزهر مستنير فى ظل مجتمع متعصب.

على مصر والعالمين العربى والإسلامى أن يستفيدوا من كون من يقود الأزهر هو شخصية نزيهة ومحترمة وزاهدة وهى قيم نتمنى أن تسود لدى قادة باقى مؤسسات الدولة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة الإمام فضيلة الإمام



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday