حوار الوراق المتعثر
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حوار الوراق المتعثر

 فلسطين اليوم -

حوار الوراق المتعثر

بقلم : عمرو الشوبكي

رفض أهالى الوراق حضور اجتماع رئيس الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزير، الرجل المشهود له بالانضباط والجدية، وتعثر حل أزمة الوراق منذ اقتحام الشرطة للجزيرة ومصرع أحد شبابها، وحتى تعثر مؤتمر الوزير بعد رفض الأهالى المشاركة فى الجلسة الخاصة التى دعا إليها، عقب انتهاء مؤتمره الجماهيرى الأحد الماضى، لتبقى الأزمة على حالها.

وكانت صحيفة «المصرى اليوم» قد أشارت إلى أن اللواء كامل طلب من الأهالى خلال المؤتمر الجماهيرى اختيار وفد مكون من 20 شابًا، نصفهم مؤيد لخطة التطوير، والنصف الآخر معارض لها، للاجتماع معه عقب المؤتمر، وهو ما رفضه الأهالى، ومنعوا الشباب من الذهاب إلى اللقاء، للحفاظ على ما وصفوه بوحدة الصف بينهم وعدم تشتيت الآراء بين الأهالى.

ورغم أن دعوة الرجل عادلة ولم يختر فيها المؤيدين وتجاهل المعارضين مثلما يفعل كثير من الإعلاميين ودوائر الحكم، إلا أن دعوته لم تنل قبول معظم الأهالى، وعكست أزمة أعمق من دعوة الوزير وجزيرة الوراق، لتصل لطبيعة نظامنا «غير السياسى» الذى لا يرغب فى امتلاك أى أدوات مدنية للحوار بين السلطة والمواطنين.

والسؤال المطروح: ألم يكن فى كل نظمنا السياسية السابقة (وجميعها غير ديمقراطية) مؤسسات مدنية وسياسية وجمعيات أهلية تحاور الأهالى وتتفاوض معهم وتمهد الطريق للوصول لحلول وسط، حتى لو كانت أجهزة الدولة العميقة حاضرة فى الخلفية؟

ألم تكن فرص نجاح مثل هذا الحوار أكبر بكثير لو كان عندنا برلمان حقيقى وأحزاب سياسية مؤيدة لديها قدر من المصداقية وأخرى معارضة مسموح لها بالحركة، فى إطار الدستور المدنى والقانون ومجتمع أهلى يبادر ويتواصل مع الناس؟.. الإجابة بالتأكيد نعم.

صحيح فى مصر جماعات ضغط مؤثرة ولكنها للأطراف الأقوى: أجهزة الدولة العميقة، رجال أعمال، فى حين أنها حُوصرت، وأحيانا غُيبت بالنسبة للمستهلكين واتحادات العمال المستقلة وباقى خلق الله.

مشهد الوراق هو حوار، أو بالأحرى صراع، بين الأهالى وأصحاب السلطة والنفوذ، وهو صراع موجود فى كل دول العالم ولا يحل بالكلام الطيب، وإننا كلنا فى مركب واحد ويجب أن تضحوا من أجل مصر، لأن الموضوع من الأصل ليس حربا ضد احتلال أو غزو خارجى، ولا ضد جماعات إرهابية حتى نضحى جميعا، إنما هو «بيزنس» واستثمارات سيستفيد منها ناس وسيتضرر آخرون، فيصبح الأمر هنا متعلقاً بالشفافية وإدارة الأزمات والتعويضات المناسبة للأهالى، بما فيها التأهيل الاجتماعى والوظيفى للراغبين منهم أن يبقوا فى الجزيرة بعد تطويرها، مثلما حدث فى كل التجارب المشابهة التى اعتبرت الاستثمار المحلى أو الأجنبى فرصة لتنمية البشر لا فقط بناء الحجر.

مكان اللواء الوزير بزيه العسكرى وبهيبة مؤسسته ليس حضور مؤتمر جماهيرى، ومهمته ليست التفاوض مع أهالى الوراق أو غيرهم للترضية أو للوصول لحلول وسط، فهى أدوار تقوم بها أطراف مجتمعية وسياسية غُيبت من المشهد العام.

المشكلة أن الحكم لديه تحيزات واضحة فى الاقتصاد والسياسة، وهو أمر مشروع وطبيعى، ولكنه لا يعترف بأن هناك آراء أخرى تختلف مع رؤيته وتحيزاته، إنما يشيطنها ويضعها فى خانة الاتهام حتى لو كانت تتحدث عن مشروع اقتصادى أو تجارى، وليست لديها علاقة بمعارضة تعديل الدستور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار الوراق المتعثر حوار الوراق المتعثر



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday