استفتاء أردوغان
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

استفتاء أردوغان

 فلسطين اليوم -

استفتاء أردوغان

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلنت النتائج غير الرسمية للاستفتاء التركى، وحصلت نعم على 51% من أصوات الناخبين المؤيدين للتعديلات الدستورية التى اقترحها الرئيس أردوغان، وتحولت بمقتضاها البلاد من النظام شبه الرئاسى إلى النظام الرئاسى الصرف.

وقد شارك فى الاستفتاء 86% من المواطنين الأتراك من أصل 55 مليون مواطن وهى نسبة مرتفعة شبيهة بالنسب الأوروبية المعتادة.

وأظهرت النتائج الأولية كما هى العادة فى تركيا وفى المجتمعات التى حكمتها قوى شبيهة بحكم أردوغان أن الأصوات المعارضة كانت هى أصوات المدن الكبرى الأكثر تحضرا وانفتاحا وتعليما وهى إسطنبول وأنقرة وأزمير، والتى صوتت بأغلبية واضحة لصالح «لا» إضافة إلى جنوب شرق البلاد الذى تقطنه أغلبية كردية، فى حين حافظت معظم المناطق الريفية والأقل حظا فى التعليم والدخل السنوى على دعمها لأردوغان، وهو يذكرنا بما جرى فى مصر عشية التصويت على دستور الإخوان حين صوتت القاهرة والإسكندرية ضد الاستفتاء فى مقابل تأييد كثير من المناطق الريفية الأكثر تهميشا وفقرا وفق تقرير التنمية البشرية لصالح نعم المصرية.

والمؤكد أن النظام الرئاسى هو أفضل من النظام البرلمانى الذى بدأت به تركيا ثم اقتربت من النظام شبه الرئاسى عقب التوسيع الجزئى فى صلاحيات رئيس الجمهورية أردوغان، ثم انتقلت عقب هذا الاستفتاء إلى النظام الرئاسى.

والحقيقة أن تصوير النظام الرئاسى كأنه نظام غير ديمقراطى أمر مغلوط وغير علمى ويدحضه الواقع، فالولايات المتحدة الأمريكية ومعها كل دول أمريكا الجنوبية تتبنى نظما رئاسية، وفرنسا لديها نظام رئاسى أو بالأحرى شبه رئاسى، بالإضافة لدول آسيوية وأفريقية كثيرة تبنت النظام الرئاسى وأصبحت ديمقراطية وأخرى تعثرت وأصبحت استبدادية.

وتبقى معضلة تركيا ليست فى نظامها الرئاسى الجديد، إنما فى تفصيل النظام الجديد على شخص رئيس الجمهورية، فنحن أمام رئيس بقى فى السلطة 15 عاما وينوى البقاء حتى عام 2029، ومازال هناك نقاش فى تركيا.. هل ستحسب مدة أردوغان الحالية كإحدى المدد الرئاسية، وبالتالى تنتهى ولايته فى 2024 أى بعد إعادة انتخابه فى 2019 لمدة ثانية وأخيرة؟ أم لا تحسب ويبدأ العداد مع انتخابات 2019؟.

النظام الرئاسى نظام ديمقراطى ولكن أردوغان غير ديمقراطى، فالعالم عرف نظما رئاسية ديمقراطية ونظما ملكية ديمقراطية إلا فى العالم العربى الذى ارتبطت نظمه الرئاسية (ما عدا تونس الجديدة) والملكية بالاستبداد، ومعضلة تركيا وأزمتها ليست فى تبنى النظام الرئاسى الذى هو أفضل لها، إنما فى صلاحيات أردوغان وطريقة حكمه وتفصيله لنظام من أجل بقائه الأبدى فى السلطة.

معضلة أردوغان الذى أغلق صحفا ونكل بكل خصومه السياسيين وليس فقط بداعمى الانقلاب الفاشل، أنه بحث عن نظام يعطيه صلاحيات مطلقة، فوجد ضالته فى تخريجات التعديلات الدستورية، لكى يبقى أبديا فى السلطة.

لقد عمق أردوغان من انقسام المجتمع التركى وسنصبح أمام نظام سياسى سيسمح ببقاء شخص واحد فى السلطة 27 عاما مثله مثل أى حاكم مستبد فى العالم العربى، ومع ذلك يصر البعض على التهليل له نكاية فى بعض الحكام العرب وتحويل استبداده إلى واحة ديمقراطية. نعم أنجز أردوغان فى السنوات العشر الأولى من حكمه إنجازات كبيرة، إلا أنه انتهى كحاكم استبدادى مضطر أن يستخدم أدوات ديمقراطية نتيجة تطور المجتمع وتقاليد الدولة التركية، فعلمانية تركيا وجانب من تقاليدها الحداثية التى تأسست مع بناء الجمهورية فى عهد مصطفى كمال أتاتورك هى التى حفظت تركيا من جنوح وشطط أردوغان وتياره، حتى لو فاز بهذه النسبة الضئيلة فى الاستفتاء الأخير، فسيظل تيار مقاومته كبيرا وقادرًا على إنهاء حكمه بآليات ديمقراطية أيضا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفتاء أردوغان استفتاء أردوغان



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday