قاتل مانهاتن
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

قاتل مانهاتن

 فلسطين اليوم -

قاتل مانهاتن

بقلم : عمرو الشوبكي

قاتل حى مانهاتن فى مدينة نيويورك الأمريكية نموذج متكرر لمئات المسلمين الذين يعيشون فى عواصم غربية، وقرروا التطرف فجأة فى أعقاب فشل دراسى أو مهنى، أو تهميش اجتماعى أو عنصرى، أو اضطراب نفسى.

منفذ عملية منهاتن نموذج مثالى لهذا البروفايل المشوه «للإرهابيين الجدد»، والذى شهدنا كثيرا مثله فى أوروبا وأمريكا، فهو مهاجر مسلم من أوزبكستان، اسمه سيف الله حبيبُ اللايفيتش سايبوف، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وصل إلى الولايات المتحدة قبل سبع سنوات، وأقام فى ولاية فلوريدا، إلى أن قصد نيويورك لتنفيذ عمليته الإرهابية التى انتهت بمقتل 8 أشخاص وإصابة 12 شخصا.

وسايبوف له سجل إجرامى يتضمن بالأساس مخالفات مرورية، وذكر أحد أصدقائه المقربين على موقع بى بى سى عربى: «إن تعليمه متواضع، ولم يكن مطلعًا على القرآن قبل وصوله إلى أمريكا، وفى البداية كان شخصًا عاديًّا، لكن عندما عجز عن الحصول على فرصة عمل كسائق أصبح مكتئبًا وانقطع عن الجالية الأوزبكية هنا، وسيطر عليه شعور بالغضب والكراهية».

وتقول جريدة «نيويورك تايمز» إن سايبوف كان بالكاد يتحدث الإنجليزية عندما وصل إلى الولايات المتحدة وسعى للعمل سائق شاحنة وسائق تاكسى فى شركة «أوبر».

سايبوف مثل كثيرين غيره تحولوا نحو التطرف والعنف لأسباب بالأساس اجتماعية وليست دينية، فهم من الأصل ليس لهم علاقة تذكر بالفقه الإسلامى والتفسيرات المتشددة للدين، وسماهم البعض الذئاب المنفردة لأنهم غير معروفين لأجهزة الأمن، ولا يراهم الناس كمتطرفين، كما أنهم غالبا لا ينتمون تنظيميا لتنظيم دينى متطرف، إنما يتبنون أفكاره عن بعد وفى الخفاء وبشكل منفرد أو فى لحظة تنفيذ العملية الإرهابية.

إن كل الدراسات التى خرجت لتحلل ظاهرة الإرهاب الجديد فى أوروبا وأمريكا تقول إن قلة من هؤلاء سافروا إلى سوريا وكثرة منهم تابعوا مواقع داعش ومغرياتها الإلكترونية والدعائية، وغالبيتهم الساحقة مواطنون أمريكيون أو أوروبيون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، والتى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الغربى، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية، وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و30 عاما باستثناءات قليلة (قاتل مانهاتن يبلغ من العمر 29 عاما).

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له لا بالدين ولا الفكر الجهادى المتطرف (كما عرفته التنظيمات الجهادية العنيفة فى سبعينيات القرن الماضى) فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها، ومع تعمق قناعتهم بأنهم يعانون من القهر والتهميش والظلم، سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير لتبرير العمل الإرهابى.

لو قرر ترامب إعدام قاتل مانهاتن أو غلق باب الهجرة لأمريكا فلن تحل مشكلة الإرهاب الجديد، فالقضية لم تعد أساسا دينية أوعقائدية، إنما صارت اجتماعية تتعلق بصلب المجتمعات الغربية، وتخص بشرا ولدوا وعاشوا فيها وليسوا فى غالبيتهم الساحقة مهاجرين، وما لم تحل مشكلات هذا الواقع المعاش فى الغرب والشرق فسيبقى إرهاب داعش حاضرا فى كل مكان حتى بعد هزيمة التنظيم وتفكيكه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاتل مانهاتن قاتل مانهاتن



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday