يوليو الحاضرة
آخر تحديث GMT 21:02:01
 فلسطين اليوم -

يوليو الحاضرة

 فلسطين اليوم -

يوليو الحاضرة

بقلم : عمرو الشوبكي

ستظل ثورة 23 يوليو حاضرة فى وجدان الشعوب العربية والشعب المصرى لأسباب كثيرة، أهمها أنها جسدت نموذجا حيا (أخطأ وأصاب) لمعانى التحرر الوطنى والمساواة، الذى قادته مصر طوال الخمسينيات والستينيات.

ثورة يوليو قادها تنظيم سياسى (الضباط الأحرار) بزعامة جمال عبدالناصر اخترق به الجيش وكان جزءا من تنظيمات سياسية عديدة عرفها كثير من دول العالم الثالث، وكانت الجيوش ساحة لتحركاتها، وهى أنشطة كانت بنت عصرها، على خلاف مرحلة ما بعد الاستعمار والتحرر، حين أصبحت قوة الجيوش وفاعليتها تعنى إبعادها عن السياسة والتنظيمات السياسية.

ولذا لا يمكن وصف ثورة يوليو بأنها كانت حكماً عسكرياً مثلما يقول البعض، بسبب إما كراهيتهم لأى مؤسسة وطنية، خاصة الجيش، أو بسبب موقفهم السياسى من اشتراكية وشعبية جمال عبدالناصر.

ضباط يوليو الأحرار أسسوا تنظيما سياسياً اخترقوا به الجيش وثاروا على النظام الملكى ومؤسستهم العسكرية، ولم تتحرك قيادة المؤسسة العسكرية وأصدرت أوامرها للضباط والجنود بالانقلاب على السلطة القائمة مثلما جرى فى تجارب الجيوش الانقلابية فى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وتركيا.

لقد اختلفت ثورة يوليو عن تجارب الانقلابات العسكرية، لأنها عرفت تنظيمات سياسية ثورية اخترقت الجيش، ونجح أحدها أى الضباط الأحرار فى القيام «بانقلاب ثورى» على القيادة والحكم معا، وأصبح من الظلم وضع يوليو- على عدم ديمقراطيته- مع انقلابات أمريكا الجنوبية، لأن هناك من لديه عقدة من كون عبدالناصر ارتدى فى يوم من الأيام الزى العسكرى.

المؤكد أن تجارب العسكريين فى الحكم لم تكن كلها فاشلة ولم تكن كلها عسكرية ولا كلها ناجحة، كما أن تجارب المدنيين فى الحكم لم تكن كلها ناجحة ولا كلها ديمقراطية، صحيح أن ثورة يوليو لم تكن ديمقراطية، فقد أسس عبدالناصر نظاما غير ديمقراطى قام على الحزب الواحد، وتساوى مع زعماء العالم الثالث «المدنيين» الذين أسسوا لنظام الحزب الواحد أيضا متصورين أن مواجهة الاستعمار فى الخارج وتحقيق التنمية فى الداخل، تتطلب نظما تعبوية من هذا النوع، وتساوت التجارب الاشتراكية والرأسمالية، و«المدنية» و«العسكرية» فى هذا المضمار حتى بدت الهند استثناء واضحا من كل تجارب التحرر الوطنى بتأسيسها تجربة ديمقراطية لم تخل من مشكلات أيضا.

ستبقى ثورة يوليو حاضرة فى وجدان الشعوب العربية، وكل الشعوب التى ناضلت من أجل التحرر من الاستعمار فمهما كان سوء أوضاع عصر ما بعد التحرر الوطنى من أزمة اقتصادية وغياب الديمقراطية، فإن هذا لا يعنى قبولك برهن سيادتك وكرامتك بالاحتلال والاستعمار، مهما كانت نعومة ما يقوله المحتل ومندوبوه فى الداخل والخارج.

 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوليو الحاضرة يوليو الحاضرة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday