وانقلبت الآية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

وانقلبت الآية

 فلسطين اليوم -

وانقلبت الآية

بقلم :عمرو الشوبكي

مدهش ما يقوم به البعض فى مصر من اتهام مَن يدافع عن مصرية تيران وصنافير بالخيانة والعمالة، فى حين أن مَن يسهر الليالى ويصرخ فى الصباح والمساء من أجل إثبات سعوديتهما هم الوطنيون الشرفاء ما قاله رئيس البرلمان، صاحب الأداء الأسوأ فى تاريخ البرلمان المصرى، عن المأجورين والعملاء الذين دافعوا عن تراب وطنهم يطرح سؤالا: لماذا لم تحرص أجهزة الدولة على أن يكون هناك فتحى سرور آخر يؤيد الدولة ويمتلك مهارات وخبرات فنية تجعله قادرا على إدارة جلسة واحترام الرأى الآخر ومراعاة الشكل ولائحة المجلس، واحترام القانون وأحكام القضاء؟. لماذا هذا الانهيار فى الأداء الذى لم تعرفه مصر طوال عصور برلماناتها الجمهورية التى كانت جميعها، وبلا استثناء، مؤيدة للحكومة والدولة، ولكن بشكل أكثر احتراما ومهنية بما لا يقارن بالوضع الحالى.

هل المطلوب بعد أن تحول دور الأجهزة الأمنية من شريك وأحيانا تابع للحزب أو المؤسسة السياسية الحاكمة فى عهود ناصر والسادات ومبارك إلى مسيطر بشكل مباشر على المجال العام والسياسى وعلى العمل الأهلى وعلى الجامعات والنقابات أن يكون على رأس المؤسسات المنتخبة من يدفعون الناس إلى عدم الثقة فى أنفسهم وفى مبدأ الانتخابات؟، وكأننا نقول إن الانتخابات أفرزت هذا الرئيس وذاك الوكيل أو هذا البلطجى وذاك الهارب من العادلة؟، حتى تبقى المعادلة الأمنية الحاكمة على حالها تحت حجة أن الشعب غير مهيأ للديمقراطية، والدليل أنه ينتخب هؤلاء؟ سؤال طرحه الناس عقب مشاهدة الطريقة التى أدار بها رئيس مجلس النواب جلسة التنازل على تيران وصنافير فى مشهد مهين فى مضمونه وشكله على السواء.

هذا الهجوم على نواب 25/30 ليس فقط بسبب موقفهم الوطنى من الجزيرتين، ولكن أيضا بسبب أنهم كسروا الصورة النمطية المطلوب تسويقها عن نواب البرلمان، فهم نواب الشعب بحق وليس مطلوبا أن يكون فى الصورة نماذج لمثل هؤلاء النواب حتى تظل صورة الشعب الجاهل ونوابه المصفقين هى السائدة، ولذا كان الهجوم عليهم كبيرا، حيث قلبت الآية واتهمهم بعض زملائهم بأنهم غير وطنيين لأنهم قالوا إن الأرض مصرية فى مفارقة صادمة.

هل شهدنا ترسيم حدود بين بلدين فى أوروبا الديمقراطية أو أفريقيا غير الديمقراطية، أو بين بلدان أمريكا الجنوبية حين كانت تحت الحكم العسكرى أو فى ظل الحكم الديمقراطى، تبارى فيه أبناء بلد لإثبات أن جزءاً من أرضهم يخص دولة أخرى، ويقدمون لها كل الحجج الحقيقية والوهمية (بصراخ وعويل نحسدهم عليه) لكى يثبتوا أن هذه الأرض ليست لبلدهم، بل ويعلنوا أنهم على استعداد للذهاب إلى محكمة العدل الدولية فى لاهاى ليقدموا جزءا من أرض بلادهم لدولة أخرى؟!!.

لم يفعل ذلك مواطن أرجنتينى واحد حين دخلت بلاده فى نزاع مع بريطانيا العظمى من أجل السيادة على جزر الفوكلاند الشهيرة فى عام 1982، فلم نجد من تبارى من أجل الترحيب ببسط جلالة الملكة سيادتها على الجزيرة وتقديم الوثائق التى تثبت ملكيتها لها.

أفهم تماما أن يكون هناك خلاف فى الرأى حول من يمتلك الجزيرتين، وهناك كثير من الأسماء المحترمة والوطنية رأت عن قناعة أن ملكية الجزيرتين أقرب للسعودية، على عكس التيار الغالب من المثقفين والخبراء الوطنيين أيضا ومعهم تيار كاسح من الرأى العام اعتبر أنها مصرية ولو بالسيادة والإدارة غير المتنازع عليها.

تيران وصنافير مصرية، وكل نائب رفض هذه الاتفاقية من بين النواب المائة والثلاثة وفى القلب منهم نواب تكتل 25- 30 هو فخر لهذا البلد، فقد قاوموا مقاومة عظيمة حملات التخوين والبذاءة ونجحوا فى تحريك قطاع واسع من الرأى العام بالعمل مع الناس على الأرض وفى الواقع لا على الفيس بوك، وكسروا الصورة النمطية عن الشعب والمجتمع والنواب المنتخبين، فوثق فيهم الناس وقدروا وطنيتهم الصادقة رغم أنف كل من حاول يقلب الآية ويتهمهم فى وطنيتهم الناصعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وانقلبت الآية وانقلبت الآية



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday