لماذا يحتجون
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

لماذا يحتجون؟

 فلسطين اليوم -

لماذا يحتجون

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال الذى يشغل بال كثير من العقلاء فى بلادنا: لماذا يحتجون فى بلد غنى ومتقدم وديمقراطى مثل فرنسا؟ وما هى الأسباب التى دفعت آلافاً منهم إلى التظاهر بهذا الإصرار والتحدى، ودفعت مئات إلى ممارسة عنف انتقامى بهذه القسوة والحدة؟

سؤال مشروع طُرح عندنا وعند غيرنا، بعيدا عن نظريات التجهيل البائسة أن أمريكا مولت المظاهرات اعتراضا على دعوة ماكرون بناء جيش أوروبى، أو أن هناك مؤامرة إخوانية تقف وراء هذه الاحتجاجات.

والحقيقة أن أسباب هذه الاحتجاجات ترجع لمجموعة من العوامل الداخلية والعالمية، بعضها يتعلق بأسئلة كبرى لا مكان لها فى مقال صحفى مرتبطة بأزمة الديمقراطية التمثيلية بشكل عام، وما تعرف بالسياسات «النيوليبرالية» (يصفها البعض بالرأسمالية المتوحشة)، والثانية لها علاقة بسياق الواقع الفرنسى الذى يمتلك إرثا ثوريا ضاربا فى التاريخ، على عكس النموذج المحافظ فى بريطانيا الذى يتطور دائما عبر عملية إصلاحية.

ويمكن القول إن فرنسا «متعودة» على الاحتجاجات السياسية، ولكن لأول مرة تشهد احتجاجات عشوائية ليس وراءها حزب ولا نقابة ولا زعيم، وأجرت تعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حتى لو حاولت الآن بعض القوى السياسية أن توظفها لصالحها، خاصة اليمين المتطرف.

ومثلت سياسات ماكرون وطريقته فى التعامل مع المحتجين (والشعب بشكل عام) عاملا رئيسيا وراء تصاعد هذه الاحتجاجات، فالرجل يطرح حزمة من الإصلاحات الاقتصادية رفع بمقتضاها أسعار الوقود بنسبة 14%، وقال إنها من أجل الحفاظ على البيئة ودفع السائقين لتقليل اعتمادهم على السيارات، وهو أمر كان يمكن بحوار مجتمعى حقيقى أن يمر ولو بصعوبة، ولكنه فى نفس الوقت قرر إلغاء الضرائب على الثروات الضخمة وهى ضريبة «اشتراكية» مطبقة فى فرنسا، فأصبح فى أعين الطبقات الشعبية رجلا يرفع أسعار الوقود الذى يؤثر فى معيشة عموم الناس، وفى نفس الوقت يلغى الضرائب على ثروات كبار الأغنياء، ففجر طاقة غضب كبيرة.

ورغم أن النظام السياسى الفرنسى يقوم على الحوار بين مختلف اتجاهاته، ولا يعرف كلمات من نوع المتآمرين والأجندات والطابور الخامس تعمى الحكم عن رؤية مشاكل الواقع، فاعترف بوجود مشكلة وفتح حوارا مع المحتجين وكل الأحزاب، وأصر الرئيس الفرنسى ألا يدخل طرفا مباشرا فى أى حوار، وصدّر رئيس حكومته.

لقد نالت هذه الاحتجاجات فى بدايتها دعم 80% من أبناء الشعب الفرنسى (قلّت مع العنف لتصبح أكثر من النصف)، كما أن درجة العنف التى شهدتها واستهداف المتظاهرين للشارع الأفخم فى أوروبا (الشانزليزيه) يؤكدان أن هناك مشكلة اجتماعية كبيرة يعمّقها ماكرون ويصر على مواجهتها المحتجون.

مشكلة فرنسا ليست عابرة، وهى أزمة كبيرة مرشحة للتفاقم، إلا لو خرج الرئيس من استعلائه وتراجع عن رفع أسعار الوقود (مرجح) وجانب من سياساته.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يحتجون لماذا يحتجون



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday