الدهس والدهس المضاد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الدهس والدهس المضاد

 فلسطين اليوم -

الدهس والدهس المضاد

بقلم : عمرو الشوبكي

ما جرى أمس من دهس لمحتفلين مسلمين بعيد الفطر المبارك فى مدينة نيوكاسل البريطانية، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص مقلق، خاصة أنه يأتى فى أعقاب حادثة دهس أخرى شهدتها لندن منذ أسبوع فى محيط أحد المساجد الكبرى، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة عشرة.

لقد فتح تكرار هذا النوع من الحوادث- الذى اخترعه إرهابيون مسلمو الديانة بدهسهم مئات الأبرياء (دهس أبرياء يوم العيد الوطنى الفرنسى فى مدينة نيس بشاحنة ضخمة خلف 85 قتيلا بينهم 10 أطفال) فى مدن أوروبية عديدة- الباب أمام موجة أخرى مضادة قام بها إرهابيون غربيون استهدفوا بدورهم أبرياء مسلمين.

إن دلالة ما جرى فى إنجلترا خطير ومرشح للانتقال إلى عواصم غربية أخرى، وهو يعكس تعمق مشاعر الكراهية لدى قطاع من المواطنين الأوروبيين تجاه المسلمين دفعت بعضهم إلى قتل الناس دهسا، بعد أن ظلوا لعقود طويلة يكتفون بحمل نظرات كراهية واستعلاء بحق المسلمين، أو يمارسون اعتداءات فردية أو تمييزا ضدهم فى الوظائف العامة.

فلقد ظلت العنصرية حاضرة فى أوروبا فى كثير من الأوساط، وعبرت عنها أحزاب وتيارات سياسية، وظل أيضا رفض العنصرية حاضرا لدى تيار غالب من القوى المجتمعية والديمقراطية، وظل الموقف من الأجانب بشكل عام، والعرب والمسلمين بشكل خاص، يحكمه القانون وصندوق الانتخابات وتيارات سياسية تطالب، بالقانون، بطرد مشاريع الإرهابيين من أوروبا وغلق باب الهجرة أمام أى مهاجرين أو لاجئين جدد، خاصة من الدول الإسلامية مثلما فعل ترامب مؤخرا بحق 7 دول إسلامية.

تكرار عمليات الدهس فى بلد مثل بريطانيا (مرتين فى أسبوع واحد) يعكس إقصاء للقانون فى التعامل (ولو رفضا) للعرب والمسلمين، وهذا أمر فى حال تحوله إلى ظاهرة من شأنه أن يهدد جوهر العلاقات القائمة بين الجاليات المختلفة فى هذه الدول ويوسع من دائرة المواجهة لتشمل شرائح مجتمعية أوسع من دوائر الإرهابيين والمتعاطفين معهم.

فتكرار هذا النوع من الحوادث يستهدف نسخ ما جرى من انهيار فى العلاقة بين التجمعات العرقية والمذهبية فى عدد من الأقطار العربية (أحد الأسباب الرئيسية وراء تعقد العلاقة بين السنة والشيعة فى العراق هو تكرار الحوادث الإرهابية التى استهدفت أبرياء من المذهبين) ونقلها لأوروبا، صحيح أن السياق مختلف، ودولة القانون قادرة على تنظيم العلاقة بين التجمعات العرقية وردع المخالفين على عكس بلادنا العربية إلا أن هذا لا يمنع من وجود تحديات جديدة لم تعرفها المجتمعات الغربية من قبل، ومنها تصاعد الهجرة وتأثير الإرهاب الانتقامى الجديد الذى يؤذى المجتمعات والبشر لا فقط الحكومات.

تحتاج بريطانيا إلى إجراءات سريعة وحاسمة فى التمييز بين التسامح الذى عرفه النموذج البريطانى تجاه الأقليات العرقية والدينية المختلفة، والتسامح مع المتطرفين ومشاريع الإرهابيين حتى لا تقدم مبررات جديدة للمتطرفين الأوروبيين بقتل الأبرياء.

الدهس والدهس المضاد خطر لأن المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمعات الغربية ولم يعودوا مهاجرين، فهم مواطنون أوروبيون وغالبيتهم الساحقة تعيش بسلام وترفض العنف والإرهاب، وأى خروج على القواعد القانونية التى تحكم العلاقة بين النظم الغربية والتجمعات العرقية المختلفة سيؤدى إلى كارثة حقيقية آثارها ستمتد إلى بلادنا فحاربوا الدهس والدهس المضاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدهس والدهس المضاد الدهس والدهس المضاد



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday