بقلم - عمرو الشوبكي
اختارت وزيرة الصحة 40 مستشفًى على مستوى الجمهورية، لعمل مشروع أو كيان جديد، يهدف أن تكون مستشفياته نموذجية. هذا المشروع كتبت نقابة الأطباء تحفظاتها عليه، وأرسلت بها لوزيرة الصحة (دون رد حتى اللحظة)، وأيضا إلى عدد من كتاب الرأى فى الصحافة المصرية، وجاء فيها:
بعيدًا عن أن نظام الكيانات المتعددة داخل وزارة الصحة (مثل المؤسسة العلاجية- أمانة المستشفيات المتخصصة- المستشفيات التعليمية- التأمين الصحى- المستشفيات العامة والمركزية)- دائما ما يتسبب فى ارتباك وتخبط ناتجين عن تعدد النظم والقواعد، وبعيدًا عن أن كل خبراء الصحة ينادون دائما بأهمية العمل على توحيد النظم لتسهيل وضع وتنفيذ أى خطط علاجية، فإن ما يهم هنا- كما تشير الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء- هو التحدث عن مشاكل استُحدثت للأطباء فى هذه المستشفيات، حيث صدر قرار بمنع النقل أو الندب، أو تعديل النيابة أو قبول أى إجازة بدون أجر لأى طبيب فى هذه المستشفيات.
ونتج عن ذلك مشاكل جمة:
1- مشكلة المنع التام لتعديل النيابة، خلال ستة الأشهر الأولى، رغم أن هذه القاعدة أقرتها القرارات الوزارية السابقة لسبب وجيه، حيث لا يجد الطبيب نفسه أحيانًا متوافقًا مع نوع التخصص الذى يفترض أن يعمل به كل حياته المهنية المستقبلية، ومن حقه أن يأخذ فرصة واحدة لتغيير التخصص.
2- هناك حركة نيابات استثنائية، تم الإعلان عنها لسد احتياج بعض المستشفيات التى تعانى من عجز فى المناطق النائية، وقد أوضح الإعلان عن هذه الحركة حق الطبيب بعد قضاء عام عملى فى تعديل نيابته لأى مستشفى مميز آخر، مقابل سد عجز لمدة عام فى مستشفى ناءٍ.
ومن المهم أن تفى الوزارة بتعهدها الذى أعلنته فى الإعلان، وإلا علينا أن نتوقع عدم إقبال الأطباء على أى إعلان مماثل.
3- هناك بعض الحالات التى كانت تجدد انتدابها من بعض هذه المستشفيات لظروف قهرية، مثلا طبيبة تزوجت خارج محافظة عملها الأساسية، يتم تيسير الندب لها لمكان سكن الزوجية للحفاظ على شمل الأسرة، وحاليا بعد تحول مستشفاها الأصلى «لنموذجى» يرفض الندب، مع استحالة أن تترك الطبيبة أسرتها وأبناءها لتذهب لمحافظة بعيدة، وبذلك نضعها أمام الاضطرار للاستقالة فى حالة الإصرار على رفض النظر فى ظروفها الاجتماعية الاضطرارية.
يبدو أن هذه القرارات تهدف إلى توفير العدد اللازم من الأطباء للمستشفيات، ولكن الحقيقة أن هذه القرارات غير المرنة ستتسبب فى نتيجة عكسية؛ نظرا لنفور شديد للأطباء من هذه القواعد الجامدة، وتناقلهم لفكرة الامتناع عن كتابة هذه المستشفيات فى رغبات التوزيع مستقبلًا.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع