وبدأت الجزيرة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

وبدأت الجزيرة

 فلسطين اليوم -

وبدأت الجزيرة

بقلم : عمرو الشوبكي

أخطر ما يمكن أن تتعرض له تجربة الانتفاضات العربية هو أن تعجر الأحزاب والنخب السياسية عن تقديم بديل مؤسسى للنظام القائم، وتشعر الجماهير أن سلاحها الوحيد هو التظاهر فى الشارع وحصار مبنى القيادة العامة للجيش أو ركوب قطار عطبرة والتلويح بأعلام السودان والدفاع عن الثورة المستمرة فى الشوارع والميادين.

وطالما بدأت الجزيرة فى دعم التظاهرات والاحتجاجات السودانية، باعتبارها ورقتها الوحيدة وصوتها، فإن هذا يعنى أن الخطر أصبح حقيقيا أمام محاولات الشعب السودانى بناء دولة قانون وانتقال ديمقراطى.

فللأسف الشديد منذ التواصل الذى جرى بين المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان وكل من مصر والإمارات والسعودية، والدعم المالى الذى قدمته الأخيرتان للسودان بدأ الاستقطاب الإقليمى ينعكس على الوضع فى السودان، وأصبحت الجزيرة صوتا محرضا على التظاهر فى الشوارع على اعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق انتقال السلطة للمدنيين.

وإذا كان مفهوما فى ظل حالة الاستقطاب الإقليمى البائسة أن يحاول الخط الذى تمثله الجزيرة أن يضغط على السلطة الانتقالية القائمة لأنه يعتبرها تمثل محورا آخر، إلا أن نتيجة هذا الضغط ستكون كارثية على الشعب السودانى الذى سيدفع الثمن وليس قطر ولا السعودية ولا الإمارات.

دفع الناس للضغط الشعبى والتظاهر اليومى، وحين يطلب من نخبهم وأحزابهم تقديم بديل، يقدمون 100 رؤية (كما ذكر رئيس المجلس العسكرى الفريق البرهان) وحين يتحاور تيار مع المجلس كما يفعل العالم كله، بما فيهم الأعداء وليس أبناء الوطن الواحد، يزايد عليهم تيار المزايدين ويخونونهم لأنهم أعلنوا عدم الحوار مع المجلس العسكرى.

الشارع ورقة ضغط فى كل بلاد العالم، وهو الذى أسقط البشير وغيره من الحكام المستبدين، ولكنه لا يكفى وحده طالما لا يوجد بديل سياسى للنظام القائم.

خطورة ما تلعب عليه الجزيرة أنها تحاول أن تضغط على السلطة التى صنفتها فى المحور الآخر، باللعب على ورقة الشارع، وهى فى نفس الوقت تعرف أن الضغط دون بديل للنظام القائم يعنى الفراغ الذى يفتح الطريق للفوضى أو العنف أو الاقتتال الأهلى الذى لا يوقفه إلا الحكم العسكرى.

وللأسف فإن معظم الردود على بناء البديل تناقش مسؤولية النظم القائمة عن ضعف الأحزاب والحياة السياسية وهو أمر لا خلاف عليه، وطالما اتفقنا على «توصيف الضعف» بصرف النظر عن أسبابه فإن البديل يكون على ضوء توازنات الواقع وليس شعارات الكتب الثورية ولا بريق الشارع ونبله.

فرص السودان (كما الجزائر) فى بناء نظام مدنى ديمقراطى ستكون بالتخلص فقط من عشرات الفاسدين والمجرمين من النظام القديم، لا إقصاء كل أركانه، كما يطالب الشارع والجزيرة، وضرورة القبول بجزء من هذا النظام يسمح بدمج القوى الجديدة، وهى أمور لكى تنجح تحتاج إلى تفاوض وحوار وبناء مؤسسات بديلة لا فقط ضغط الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وبدأت الجزيرة وبدأت الجزيرة



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday