الطوارئ الوطنية
آخر تحديث GMT 11:58:37
 فلسطين اليوم -

الطوارئ الوطنية

 فلسطين اليوم -

الطوارئ الوطنية

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية من أجل بناء الجدار الذى يفصل بين أمريكا والمكسيك بتكلفة قد تصل إلى 8 مليارات دولار، واعتبر الرئيس أن البلاد تواجه خطر «غزو المهاجرين» وانتشار المخدرات، وهو ما دفعه إلى فرض حالة الطوارئ التى تعطيه صلاحيات استثنائية تسمح له بتدبير الأموال اللازمة لبناء الجدار دون موافقة الكونجرس.وعرفت أمريكا إعلان حالة الطوارئ الوطنية أكثر من مرة ولكن ليس من أجل بناء جدار، إنما كانت فى المرة الأولى عام 1979 عقب اختطاف عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين فى طهران وأخذهم كرهائن، فأعلن الرئيس الأمريكى «كارتر» حالة الطوارئ فى البلاد، والمرة الأخرى كانت عقب اعتداءات 11 سبتمبر فى عام 2001، التى خلّفت حوالى 3 آلاف قتيل.ويقيناً لا يمكن المقارنة بين الأسباب التى أدت إلى إعلان حالة الطوارئ فى المرات السابقة وهذه المرة، سواء من حيث جدية الأخطار أو المبررات القانونية والسياسية وراء الإعلان، فبناء الجدار هو خيار سياسى بامتياز لترامب، ولا يعبر فى الحقيقة عن خطر حقيقى تتعرض له البلاد يستدعى فرض حالة الطوارئ.أسباب ترامب لبناء الجدار محض سياسية وثقافية، فقد أعلن حالة الطوارئ فى مؤتمر دُعى إليه مَن تتم تسميتهم فى أمريكا «الأمهات الملائكة»، وهن الأمهات اللاتى فقدن أبناءهن نتيجة اعتداءات المهاجرين غير الشرعيين، وهى رسالة واضحة لا تخلو من دلالة سياسية لا علاقة لها بأى خطر يهدد أمريكا أو أمنها القومى.لقد أخرج ترامب طوال معركته مع الديمقراطيين فى الكونجرس قدرة كبيرة على نشر ثقافة الخوف والكراهية والاستعلاء فى مواجهة أخرى لا تلغى الحدود لكنها لا تقبل بثقافة الكراهية والعزلة التى يروج لها.المفارقة أن ترامب أعلن الطوارئ الوطنية لبناء سور لن يضبط الحدود أو يمنع الهجرة عبر المكسيك، كما أكد كثير من الخبراء، إنما هو مشروع متسق مع توجهات ترامب، ويُرضِى به ناخبيه الذين وعدهم ببناء سور يفصل بين بلاده الثرية والمكسيك الفقيرة، ويكون بمثابة حائط صد يحُول دون تدفق اللاجئين وطالبى الهجرة من الجنوب إلى الشمال.مشروع ترامب يكرس العزلة والكراهية بين الدول والمناطق الثرية والمتقدمة والدول والمناطق الفقيرة النامية، ويقضى على فكرة التواصل التى عرفتها لسنوات طويلة الشعوب والدول المختلفة، معتمدة على قيم التنمية المتبادلة وحوار الحضارات وغيرها.يتكامل ترامب مع السور الفاصل الذى بنته إسرائيل كآخر دولة احتلال فى العالم لتفصل بين الأراضى الفلسطينية والدولة العبرية، وتحاول أمريكا أن تبنى سوراً آخر حماية للأمريكيين فى مواجهة المهاجرين رغم أن أمريكا «أصلها» من المهاجرين.إعلان الطوارئ استغلال سياسى من ترامب لصلاحياته، والمعركة الآن مع الأغلبية الديمقراطية فى الكونجرس نُقلت إلى ساحة القضاء، وهى فى كل الأحوال ستضعف ترامب ولن تقويه وستجعل فرص خسارته فى الانتخابات القادمة شبه مؤكدة.نقلا عن المصري اليومالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطوارئ الوطنية الطوارئ الوطنية



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday