اشتباك بالتونسى 22
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

اشتباك بالتونسى 2-2

 فلسطين اليوم -

اشتباك بالتونسى 22

بقلم : عمرو الشوبكي

فيلم «اشتباك» هو واحد من الأفلام القليلة التى ظهرت مؤخرا على الساحة الفنية المصرية، وأثارت ردود فعل واسعة وكأنه حدث سياسى وليس فيلما سينمائيا، فقد دعمه تيار واسع، وهاجمه تيار واسع أيضا، صحيح أن بعضه انتمى إلى كتائب الجهل النشيط، التى وصفت الفيلم بأنه إخوان وجزء من المؤامرة الكونية على مصر، وكأنها تتحدث عن فيلم آخر لا علاقة له بـ«اشتباك» محمد دياب، فى حين استقبله الجمهور التونسى بحفاوة منقطعة النظير، فى مشهد لم يتكرر منذ سنوات.

الفيلم يتحدث عن عربة ترحيلات ضمت الأطياف السياسية والاجتماعية المتصارعة فى مصر، ويرصد الفترة التى أعقبت 3 يوليو وعزل محمد مرسى، والمصادمات الدموية التى شهدتها المدن المصرية بين الإخوان وأنصارهم من جانب، وبين القوى الداعمة للجيش والتغيير الذى حدث عقب 30 يونيو من جانب آخر.

عربة الترحيلات هى صورة من مصر، والمعنى السياسى الأهم الذى أرسلته للمشاهد هو أن المجتمع الذى يفشل فى التعايش مع بعضه سيجد دائما سلطة مستبدة تقمعه وتفرض عليه الوصاية، وإذا أراد أن يتحرر من هذه السلطة فعليه أن يُبدى قدرة على التعايش الداخلى بين أطرافه المختلفة.

الرسالة كانت بالمعنى العام أو الواسع دقيقة وذات دلالة، صحيح أن أطراف التعايش الذى تحدث عنهم الفيلم هم ثلاثة: مؤيدو النظام الجديد، وشباب أقرب إلى بروفايل شباب الثورة المدنى، وأخيرا الإخوان المسلمون، وهنا سيقول البعض- وهم محقون- كيف يمكن قبول مَن حمل السلاح وحرَّض على القتل من جماعة الإخوان فى أى صيغة تعايش؟!

الحقيقة أن الفيلم أدان الإخوان بحدة وعمق بعيدا عن الكلام الأهبل الذى يردده البعض فى مصر، حين عرض بشكل بارع كيف يعمل تنظيمهم المغلق، وقدم التسلسل التنظيمى داخل الجماعة، وهو مشهد اختصر بإبداع كبير رسائل دكتوراه عديدة عن تنظيم الإخوان، فأظهر ثقافة السمع والطاعة، وتعدد المستويات التنظيمية داخل الجماعة، والفارق بين الأخ العامل والأخ المساعد أو المحب، كل ذلك لخصه الفيلم ببساطة فى الحوار الذى تم بين أعضاء الجماعة فيما بينهم، وكيف أن ما قاله سيد قطب فى كتب كثيرة عن العزلة الشعورية (بمعنى الانفصال الشعورى عن المجتمع) والاستعلاء الإيمانى على الناس العادية من خلق الله أظهره الفيلم فى دقائق ببراعة وحرفية غير مسبوقة فى كل الأعمال الفنية التى خرجت عن الإخوان، ودون أى ابتذال.

وظلت قضية الفيلم الأساسية أنه بصرف النظر عمن المخطئ ومَن الذى يتحمل أكثر مسؤولية الفشل، فإن الحصيلة النهائية تقول إن فشل المجتمع ونخبته السياسية فى التعايش مع بعضهم البعض (حتى لو كان السبب فى ذلك هو الإخوان فقط) فالنتيجة واحدة، هى مجىء قوة قهرية أو جبرية تحكم البلاد.

والحقيقة أن الفيلم عبر بإبداع فنى رائع عن هذه المعادلة، التى لم يختلف عليها حتى معظم مَن أيدوا تدخل الجيش فى 3 يوليو، وهى أنه لم يكن هناك بديل إلا استدعاء قوة إجبار أو كما سبق أن سميناها (سلطة الوصاية)، التى مهما قيل عن أنها لم تحاول بعد ذلك أن تحل هذه الانقسامات السياسية، بل يرى البعض أنها عمقتها، إلا أن تدخلها لم يكن سيحدث لولا الفشل الذى تتحمله جميع القوى المشاركة فى ثورة يناير.

فى الحقيقة نحن أمام فيلم رفيع المستوى من الناحية الفنية ومن ناحية الرسالة السياسية، ولذا حاربه البعض فى مصر، ورحب به كل صاحب عقل وحس فنى أو سياسى، حتى لو اختلف مع بعض مضامينه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباك بالتونسى 22 اشتباك بالتونسى 22



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday