شهداؤنا وتاج راسنا
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

شهداؤنا وتاج راسنا

 فلسطين اليوم -

شهداؤنا وتاج راسنا

بقلم: عمرو الشوبكي

ذهبتُ أمس الأول بصحبة د. ماجد ظريف والأستاذ علاء سمير لتقديم واجب العزاء فى الشهيد محمد حسن الذى قتلته يد الإرهاب الغادرة فى سيناء الأسبوع الماضى.

أعرف والده منذ انتخابات 2012، استقبلنا فى صمت وهدوء، وتحدث عن ظروف استشهاد ابنه الذى تخرج فى الكلية الحربية منذ 80 يوماً، وكان نموذجا للإخلاص والتضحية، ورحب وربما سعى للذهاب إلى رفح لأنه يحمل قناعة حقيقية أن استشهاده شرف.

لا يشعر الكثيرون بالمعنى الحقيقى لكلمة شهيد إلا حين يقابل أهله وذويه، ويرى بنفسه السَّكينة التى هم فيها، وتقبل قضاء الله وقدره، حتى لو كان فراق الأحباب، أبناء وإخوة وأزواج، صعباً إلا أن الموت شهيداً يخفف الكثير من الآلام.

صافحت اثنين من زملائه الموجودين على الجبهة، وهو تعبير واقعى لا يتعلق فقط بمفردات جيلنا أثناء حروبنا ضد إسرائيل، لأن ما يجرى فى سيناء هو حرب حقيقية أبطالها هؤلاء الشباب والمقاتلون، وأشعرونى بأنهم مصرون على الثأر لمحمد، وأن خوفنا نحن من أخطار محيطة أو قلقنا من أمور قد تبدو صغيرة أمام ما يتعرضون له كل يوم من أخطار يدل على أن هؤلاء الرجال لديهم إيمان بشىء أسمى منا جميعا، بأن حربهم ضد الإرهاب هى حرب مقدسة، وأن الموت الذى يخشاه الجميع لا يخافون منه دون أن يعنى ذلك السعى إليه أو إلقاء النفس فى التهلكة، كما قال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين».

معركتنا مع الإرهاب لها وجهان، اتفق عليهما الجميع حتى لو لم يتم التنفيذ، الأول عسكرى وأمنى لا بديل عنه ولا رحمة فيه مع كل من يحمل السلاح ضد الدولة وجيشها وشعبها، والثانى تنموى واجتماعى وسياسى، وهذا فى الحقيقة لايزال غائباً حتى لو كانت هناك نوايا طيبة وإرهاصات أولى لمشاريع تنمية سيناء.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست فقط مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة، إنما مع البيئة الاجتماعية المحيطة التى جعلت انتشاره واقعاً حقيقياً، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو مجتمعية أو علاقة ثأرية مع الدولة أو تضامنا قبلياً وعائلياً، كل هؤلاء قد يغمضون أعينهم عن الإرهاب أو يتواطأ بعضهم معه.

لا يوجد مجتمع عانى من الإرهاب إلا وسأل نفسه السؤال البديهى: لماذا هناك إرهابيون؟ فهذا سؤال يطرحه الغرب الديمقراطى حين صُدم بانضمام آلاف من مسلميه إلى تنظيم داعش الإرهابى، وسؤال طُرح فى الجزائر عقب «عشريتها السوداء» (مقصود بها عقد التسعينيات) التى راح ضحيتها 100 ألف مواطن نتيجة الإرهاب، وقامت الدولة بمبادرات كثيرة لفصل البيئة الاجتماعية الحاضنة فى المناطق الجبلية عن العناصر الإرهابية، فسهلت من مهمة الجيش والشرطة فى حصار الإرهابيين والقضاء عليهم.

فى مصر المطلوب أن تكون معركة الجيش والشرطة مع عناصر الإرهاب فقط، أما المجتمع الذى فرضت الدولة عليه كثيراً من القيود فعليها أن تتركه قليلاً ليستمع على الأقل لمشاكل أهالى سيناء من شيوخ قبائل إلى الشباب الغاضب، والعمل على حل المشاكل الجسيمة التى يعانى منها الواقع السيناوى.

لقد وقف أهالى سيناء مع الجيش والدولة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى رغم المغريات الكثيرة، والآن صارت معركتنا هى كيف نفصل مليون مواطن يعيشون على أرض سيناء عن عناصر التكفير والإرهاب، ونسهل بذلك من مهمة الجيش والشرطة فى القضاء عليهم، ونوقف نزيف الشهداء المستمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداؤنا وتاج راسنا شهداؤنا وتاج راسنا



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday