الإرهابى صلاح عبد السلام 2
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الإرهابى صلاح عبد السلام (2)

 فلسطين اليوم -

الإرهابى صلاح عبد السلام 2

بقلم: عمرو الشوبكي

حين يكون عنوان التحقيق الذى نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، يوم الأحد الماضى، على صفحتين كاملتين عن صلاح عبدالسلام هو: «الجهادى الذى لا يصلى فى موعده أبدا» (Le djihadist qui ne priait jamais à l›heure)- نعرف عن أى شخص نتحدث، وعن أى مسار قطعه هذا الشاب (مواليد 1989) حتى صار الرجل الوحيد، من بين الإرهابيين العشرة الذين نفذوا عملية باريس فى 13 نوفمبر الماضى، الذى مازال على قيد الحياة.

حياة هذا الشاب لا تدل على أننا أمام شاب متدين ولو بالمعنى الذى نجده عند المسلمين الأوربيين، فكثيرا ما كان يتردد على المراقص الليلية ويشرب الكحول حتى الثمالة، وله صديقة تسمى ياسمين 23 عاما، وكان يقول دائما إنه ينتظر رمضان ليتوقف عن شرب الكحول وباقى الموبقات.

صحيح البعض فسر ذلك أنه نوع من التقية ليضلل بها الشرطة، ولكن الأمر يصبح مختلفا حين نجد أن غالبية الإرهابيين الجدد فى أوروبا لم يكن لهم ماض جهادى يذكر، ومعظمهم ليسوا متدينين ولم يكونوا إخوانا ولا سلفيين، وحتى المفردات التى يستخدمونها لا تدل على أنهم لهم علاقة بنصوص ابن تيمية ولا أى من التفسيرات المتشددة للنص الدينى الإسلامى.

سافر صلاح عبدالسلام إلى سوريا (وهى الرحلة المعتادة لمعظم إخوانه) فى 2015، ولم يستطع الأمن تحديد تاريخ سفره بدقة، ولا المدة التى قضاها هناك، وكان لبريق مواقع داعش الإلكترونية تأثير السحر عليه وعلى كثير من الشباب، واستخدم الأوروبيون منهم جملا من نوع «سأذهب للجهاد ومحاربة الطاغوت والدفاع عن الرسول محمد، أما باقى أمور الدين فلا تهمنى».

والحقيقة أن دواعش أوروبا كما تشير كل الأبحاث والكتابات الحديثة هم فى غالبيتهم الساحقة (أكثر من 90% منهم) مواطنون فرنسيّون من أبناء المهاجرين ومن ساكنى الضواحى الباريسية الفقيرة والمهمشة، التى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الفرنسية، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية، وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و31 عاما.

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له لا بالدين ولا بالجهاد (كما عرفته التنظيمات الجهادية المتطرفة والعنيفة فى سبعينيات القرن الماضى)، فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها من جرائم الحق العام، وفجأة ومع ظهور الحاضنة السورية بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير.

صلاح عبدالسلام أصبح إرهابيا فى أشهر معدودة نتيجة التهميش الاجتماعى فى فرنسا، ووجود بيئة حاضنة خارج فرنسا، وهى سوريا، تمثل إغراء البطولة والشهادة والحياة الأبدية، وفى نفس الوقت الحصول على المال والزواج من أكثر من فتاة، والانتقام من المجتمع الغربى الذى يعتبره مسؤولا عن فشله.

صلاح عبدالسلام ومن معه أصبحوا إرهابيين لأسباب اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وألبسوا إحباطهم وفشلهم المجتمعى ثوبا مزيفا هو «التطرف الإسلامى»، على عكس جهاديى القرن الماضى الذين كانوا متطرفين إسلاميا بحق وعن قراءة معمقة ولو منحرفة.

الانتصار على الإرهاب سيتمثل فى عدم توسيع دائرة المتعاطفين أو المتواطئين معه، ونجاح فرنسا ومعها أوروبا يتمثل فى قدرتها على التمسك بخطاب يبحث فى الأسئلة الصعبة وليس الإجابات السهلة التى قام بها البعض وخاصة الأمريكان عقب اعتداءات 11 سبتمبر، من نوع الإسلام يحض على الإرهاب، اطردوا المسلمين، وغيرها من الدعاوى التى لن تنفذ، ولكنها تساعد على ميلاد مائة صلاح عبدالسلام آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابى صلاح عبد السلام 2 الإرهابى صلاح عبد السلام 2



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday